آخر ساعة

الصحراء .. وخفافيش الظلام

تتجاذب ملف الصحراء المغربية، المطروح على الساحة الدولية منذ أكثر من 40 سنة،مجموعة من الصراعات الإيديولوجية التي عفا عنها الزمان ورمت بها التطورات الاقتصادية والتكنولوجية في سلة المهملات.

“م.ر” أحد شباب التغيير من داخل مخيمات لحمادة، يسرد لموقع “مشاهد” وجهة نظره حول الواقع داخل السجن الكبير، وهو الملم بأدق تفاصيل وحيثيات هذا الواقع.

يقول “م.ر” “لم يكن ممكنا فهم سياسة قادة العصابة المسماة عبثا  “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب’’، بالنسبة للعالم العربي ولا باقي المجتمعات الأخرى، فإلى أي حد تصح ادعاءات جبهة البوليساريو التي تتشدق بها كل يوم؟”…يضيف “إلى حدود سنة 1990 كانت جبهة البوليساريو تتخذ منهجا سياسيا ماركسيا لينينيا من خلال الشعارات المرفوعة، وكذلك الممارسة الفعلية لأجهزتها على أرض الميدان سواء داخل مخيمات تندوف، أو على مستوى مناطق تواجد تلك العناصر الحاملة لذلك الفكر، الذي أسسته في بادئ الأمر توجهات لوبيات فساد تعيش على ذلك الوضع المتأزم والكارثي الذي لا يمكن وصفه”.

وزاد قائلا: “لم تكتف قيادة البوليساريو بهذا، بل تجاوزته إلى تحالفات أخرى على مستوى دول و مجموعات كانت تدافع عن نفس التوجه، والطرح السائد لدى كل من يحمل مثل أفكارها التي لا تقبل أي منطق ولا حوار”.

“ومنذ استقلاله سنة 1956 ما فتئ المغرب يحاول استرداد أراضيه التي قسمتها وجزأتها قوى الاستعمار وقد استرجع منذ 1958 جزءا من هذه المناطق، كإقليم طرفاية بينما ظلت اسبانيا تحتل باقي المناطق إضافة إلى سبتة ومليلية، ولان مشاكل الاستعمار لا تنتهي، فكلما حاولت قراءة وتحليل واقع جبهة البوليساريو إلا وتأسفت بحرقة حول طبيعة هذا المخلوق الغريب الذي ابتلينا به وتساءلت ما الذي أصاب أهلنا الذين كانوا لعشرات السنين بنفس المبادئ العقائدية ويجمعهم نفس الانتماء وكيف تغير بهم الزمان ليصبحوا متواطئين مع الجار الجزائري ومن قبله جنيرالات ليبيا الذي لا يزال مصرا على عدم تركنا نسير نحو عالم أقوى وأفضل، لنبحث عن سعادة شعوب المنطقة”.

اعتبرت يقول المتحدث ”أن الحديث بإسهاب عن توجه جبهة البوليساريو أمر ضروري على اعتبار أن المشكل الذي تدعو إلى حله هو قضية وطنية لدى المغرب والمغاربة وهي في آن واحد من الأسباب التي جعلتني لم اعد قادر على الإنصات فقط بل صار من الواجب الرد على كافة الأكاذيب والادعاءات الواهية لمشكل هو مفتعل أصلا لا وجود له تعود أصوله إلى الحرب الباردة وسخرته أيادي خفية للضغط به كورقة ضد وطننا لتوقيف عجلة نموه الاقتصادي والسياسي والثقافي…”

وبنبرة حزينة، يقضيف “م.ر” ” اتاسف بعمق عن كون منطقتنا على غرار جل دول العالم العربي تجتاز فترة مهمة وصعبة، لكن في حياة الأمم هناك انتصارات وهزائم، وأنا مقتنع انه بالرغم من كل الدسائس سيتجاوز المغرب كل الصعاب والعراقيل التي تلف طريقه، ولعل أهمها الانتصار على كل خفافيش الظلام أعداء التقدم و الازدهار”.

ويختم محدثنا بقوله ”أربعة عقود مرت على شعبنا الصحراوي داخل السجن الكبير في محنة وظروف نفسية عسيرة بسبب خذلانها من طرف أذناب البوليساريو التي ما زالت تبيع له الوهم والسراب، لا سيما بعد الفشل المتكرر لسياستها الخارجية وتفوق ملحوظ للدبلوماسية المغربية في العديد من المحطات أخرها إقامة ملتقى كرانس مونتانا بمدينة الداخلة، الذي واجهته قيادة الرابوني مدعومة من الجزائر بالرفض والتنديد على إقامته ومحاولة منها بالضغط على المنتظم الدولي بغية عدم إقامته حسب تعبير عصابة الرابوني في “ارض متنازع عليها”.

“لقد فرض الواقع نفسه، لتنضاف بذلك إلى قائمة الهزائم المتوالية التي تتلقاها هذه القيادة الفاشلة في تدبير شان قضية الصحراء وهذا طبيعي جدا ومتوقع من عصابة لا تمتهن سوى سياسة جمع الأموال والتبرعات المرصودة للشعب الصحراوي وتكديسها في أرصدة خاصة”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *