آخر ساعة

انتظار كبير بمخيمات تندوف

مازالت مخيمات تندوف تعيش على نار مشتعلة، تؤججها احتجاجات المحتجزين هناك على ما يعانونه من جوع و فقر و تهميش و انتهاك حقوقهم الشرعية مند سنين ، بسبب فساد و استبداد عصابة الرابوني التي كانت،قبل المظاهرات الاخيرة المتوالية، تسيير شؤون المخيمات كضيعة فيودالية لمحمد عبد العزيز و من معه.

لقد وصلت الوضعية داخل سجن تيندوف الى درجة الاحتقان وباتت تندر بكارثة انسانية حقيقية ما يؤكد على ان قيادة البوليساريو تعيش اخر ايامها وبان تحقيق حلم حاكمي قصر المرادية نعمتها الجزائر بدا يتبدد ومعه اطروحة الانفصال وبان ابناء الصحراء المغربية المغرر بهم، فهموا اللعبة و ينتظرون الفرصة للعودة الى احضان الوطن الام وعناق أبناء جلدتهم.

 

فمند مدة والمواطنون بالاقاليم الجنوبية يتساءلون عن اسباب اختفاء العديد من ابواق الجزائر المحرضين على الفتنة الداخلية امثال امينتو حيدر،جيمي الغالية و غيرهم من حضور أي محفل دولي تناقش فيه قضية الصحراء المغربية ما يزكى فرضية اقتراب افلاس الجمهورية الوهمية خاصة بعد تخلي مجموعة من الدول والمنظمات المانحة عن دعمها وإغداق الإعانات المادية عليها.

 

ولعل هذا التخلى عن الدعم المالي و المعنوى،الذي هو في الواقع مجرد تحصيل حاصل والذي يتجلى في فقدان المانحين الثقة في شرذمة المرتزقة المتنفعين بعد ان سقط اللثام عن واقعهم الفاسد الانتهازي المتسلط ،إثر الفضائح المتواترة المدوية ، ووقوف تلك الجهات من دول و منظمات دولية   على تلاعب و استرزاق قيادة البوليساريو من تلك المساعدات الموجهة لابناء الصحراء و على واقع المعاناة الحقيقية للمحتجزين داخل المخيمات و وكذلك على زيف الادعاءات بالدفاع عن مصالحهم.

وهذه الحالة ماهي إلا حكاية جديدة قديمة من حكايات الفساد الذي شاخت قيادة اليوليساريو داخله و التي أسقطت أخر أوراق التوت عن عورة هذه الأخيرة و إنتفاضة ”شباب التغيير” داخل المخيمات و إحتجاجهم على سوء التدبير و السياسة الغير رشيدة لقيادة لا تمتهن سوى النهب و سرقة المساعدات الإنسانية.

 

و هذا الحراك الاجتماعي من داخل المخيمات ما هو إلا دليل على أن هناك مرحلة جديدة و ستكون هذه الخطوة بداية لكسر حاجز الخوف و الرعب الذي خيم لعقود طويلة على سجن الرابوني ليندر باقتراب التغيير للخروج من الحفر المظلمة التي يعيش فيها الصحراويون منذ عقود، و تحقيق الكرامة و الديمقراطية التي ظلت لسنوات خلت عبارة عن خطابات هلامية و عبارات جوفاء تتغنى بها عصابة البوليساريو لتلميع صورتها أمام المنتظم الدولي على أنها الضامن الوحيد و الأوحد لحقوق الصحراويين و الساهرة على إرساء قيم حقوق الإنسان في مخيمات اللجوء ليظهر بالملموس عكس ذلك عن طريق التوزيع الغير العادل للمساعدات الانسانية التي تديرها العصابة بطريقتها الخاصة عبر توزيعها حسب الولاءات و العلاقات العائلية والقبلية.

 

إن إنعدام العدالة و الديموقراطية و عدم إحترام حقوق الانسان و التي من أهمها حرية التعبير و المشاركة في إتخاد القرار السياسي و أحقية التداول على السلطة ، ما هو إلا تأكيد على التسيب و الفساد الذي أصبح قاعدة ثابتة و عملة رائجة في دواليب قيادة البوليساريو التي إتخدت من حمادة الجزائر وطنا بديلا عوض قنطرة للعبور إلى الوطن الأصل لأنها بطبيعة الحال تعيش في هذه الوضعية حياة الرفاهية غير مكترتة بمعاناة شعب ضحى بسعادته و ترك مصيره بين أيادي غير أمينة تعبث به و تستتمره لمصالحها الشخصية الضيقة .

وراكم حكام الرابوني من خلال هاته الوضعية ثروات كبيرة على حساب معاناة صحراوييي المخيمات، الذين يعيشون مأساة حقيقية بحيث أصبحوا رهائن لقيادة فاسدة تكدس الأموال في ابناك سرية باسبانيا والبهاماس وغيرها من الجنات الضريبية و تنتهج المحسوبية و تستثمر معاناتهم التي لا تطاق لتحقيق مكاسب شخصية، و هذه الممارسات أضحت محط انتقاد العديد من الشباب الصحراوي الناقم على الوضع و المعارض لسياسة عصابة الرابوني الذين يصفونها بالقيادة العاجزة الفاسدة، مؤكدين على أنها لم تقدم لسكان المخيمات بعد وقف إطلاق النار أي شيء يذكر و أن كل ما تقدمه لهم هو المتاجرة بمعاناة النساء و الأطفال و الشيوخ في جحيم المخيمات أمام أفق مظلم و مسدود لا حل له ما عدى الانتظار تم الانتظارولا شيء غير الانتظار.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *