هام

حملة القباج: هل يصلح الشعار ما أفسده الاستهتار؟

وجهة نظر

غريب هذا الشعار الذي رفعه بعض التابعين لرئيس البلدية طارق القباح المخلوع (بالمفهوم الدارجي)، أي الخائف من ضياع كرسي الرئاسة منه. “أكادير مدينتنا مابغيناهاش تضيع من يدينا” ثم “حنا معاك”! شعار فيه من الالتباس الدلالي الشيء الكثير، أول مظاهره أن المسؤول عن الضياع هو من يستغيث بدل أن يقدم الحصيلة!

ثم يأتي الالتباس الثاني من مفهوم مدينتنا التي ظل القباج يعتبرها مدينته وحده أو كما يحلو له القول ma ville دون سواه، ناهرا كل من أراد المشاركة أو المساهمة وفي بعض الأحيان حتى الاستشارة، مستصغرا كل الطاقات. ويأتي الالتباس الثالث من كون الخوف ليس على المدينة في حد ذاتها، بل من أن تضيع من يد من يقبض عليها ليكون الفاعل أهم بكثير من الفعل نفسه بل ومن الموضوع الذي يقتضي أن نكون في خدمته، أي في خدمة المدينة لا أن نجعلها في يدنا.

وفي الأخير، لا يدرك المتتبعون والمواطنون كيف أن من يتعلق بالمدينة يقول للقباج “حنا معاك” لتتماهى المدينة مع الشخص: فمن حول الحزب إلى جسم غريب؟ ومن سد المدينة في وجوه المستثمرين؟ ومن يغامر بها اليوم بلوائح لا يشبه أولها آخرها؟ وما مصيرها السياسي؟ ومن يضيع المدينة فعليا؟ وفي الأخير يذكرنا هذا الشعار بقول المغاربة “كياكل مع الذيب ويبكي مع السارح”. فهل ما زال الوقت كافيا لتصويب الشعار بدل استبلاد ذكاء الناخب الأكاديري؟ وهل يصلح الشعار ما أفسده الاستصغار والاستهتار؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *