آخر ساعة

الحركات التبشيرية داخل مخيمات الرابوني

النسق الدولي العام وتأثير الأزمة المالية لانخفاض اثمنة المحروقات على الجزائر و تداعياته في منطقة الساحل الإفريقي دفع قيادة البوليساريو إلى الالتفات و ذلك لاستدرار عطف الأوساط المانحة إلى أهمية المؤثر الديني ودوره في الاستقطاب و عملت بناء على ذلك إلى محاولة نسج تحالفات جديدة على المستوى الدولي والإقليمي حيث سعت عصابة الرابوني بدعم من أسيادها جنرالات الجزائر إلى محاولة استغلال التناقضات الدينية في عملية تدبير الصراع الدبلوماسي ضد الوحدة الترابية المغربية عن طريق ربط علاقات مشبوهة بعدد من المنظمات التبشيرية المسيحية الغربية خاصة بالولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا و التعاون مع الجماعات المتطرفة التي تنشط في منطقة الساحل.

 

لقد أدت التغيرات التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة إلى تحولات كبيرة في مسار قضية الوحدة الترابية المغربية إذ انتقلت من مجال الصراع المسلح إلى المجال ”الدبلوماسي” والدولي و الجمعوي وذلك من اجل إيجاد مخارج التسوية للنزاع الوهمي الذي تورط فيه البوليساريو وأسياده في قصر المرادية و تحقيق حلول تضمن لهم دم الوجه و إقناع القوى الدولية بالمقترحات الكفيلة بإيجاد اتفاق تام وشامل يضمن حقوق جميع الأطراف ويؤدي إلى غلق الملف بشكل نهائي.

ورغم اعتماد قيادة البوليساريو على الدبلوماسية الجزائرية ودعم اليمين الاسباني واليسار الأوروبي المتطرف في التسويق لأطروحته الفاشلة فقد عملت على فتح مجال أخر لكسب الحلفاء والداعمين على المستوى الدولي وذلك عبر استغلال المؤثر الديني من اجل حشد الدعم وإيجاد مصادر التمويل والمساعدات الاغاثية التي يستغلها قادة البوليساريو و للاغتناء حيث وجدت الحركة الانفصالية في الجماعات المسيحية والمنظمات التبشيرية و الإغاثية التي تعمل على شن حرب بدون هوادة على الدين و الهوية الإسلاميين و بث بذور الانشقاق في العالم الإسلامي حليفا جديدا مستعدا لتقديم يد المساعدة من اجل ضرب الوحدة الترابية المغربية وخدمة المخططات الاستعمارية القديمة في تقسيم المنطقة و مسخ هويتها الحضارية وذلك عبر تنظيم عدد من الملتقيات تحت مسمى “حوار الأديان من اجل السلام” الذي تنظمه منظمة مشبوهة أسسها البوليساريو بمباركة من مؤسسة الأمن العسكري الجزائري تسمى بالرابطة العالمية للدعاة والمفكرين المسلمين لنصرة الشعب الصحراوي والتي يتولى إدارتها محجوب محمد سيدي حيث أصبح الملتقى تجمعا سنويا لمئات المبشرين المسيحين من أوروبا والولايات المتحدة لزيارة المخيمات والقيام بالإعمال التبشيرية بها.

ومن أهم المنظمات التبشيرية التي تنشط بكثافة في مخيمات الرابوني حركة ”The Christ and the Rock Church” التي يوجد مقرها ببوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية وترأسها جانيت لاينز التي تستقبل كل سنة بالولاية المذكورة حوالي 300 طفل صحراوي من مخيمات تندوف تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 سنة حيث بدأت هذه الكنيسة نشاطها بمخيمات تندوف منذ سنة 1999 وذلك عبر تنظيم زيارات مستمرة للبعثات التبشيرية إلى المخيمات و الإشراف على البرامج التعليمية التي يتلقاها الأطفال من الجنسين هناك.

كما ترأس جانيت لاينز منظمة “نوت فور كونت انترناشيونال” التي تنشط في مجال التبشير تحت غطاء الاشتغال في مجال حقوق الإنسان والإغاثة الدولية وتتدخل باستمرار لدى اللجنة الرابعة للأمم المتحدة للدفاع عن أطروحة البوليساريو كما أنها ترتبط بعلاقات وثيقة مع منظمة “روبرت كينيدي” ورئيستها كيري كينيدي التي تربطها علاقات مشبوهة بانفصالي الداخل خاصة مناضلة آخر ساعة امينتو حيدر حيث سعت في عدد من المناسبات إلى استغلال مكانتها كمنظمة غير حكومية دولية لإصدار تقارير منحازة ومزيفة عن خروقات وهمية لحقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية بينما تتجاهل الوضع الكارثي للمحتجزين في الستالاك الكبير.

 

و لقد عبرت مؤخرا العديد من الأسر و العائلات الصحراوية خاصة المقيمة بإقليم الباسك و الجزر الخالدات عن امتعاضها و سخطها من هول الحملات التبشيرية داخل مخيمات الرابوني و لقد عبرت عن نيتها طرق أبواب المحاكم المحلية و الدولية و سلك جميع المساطر القانونية لوقف زعزعة عقيدة الأطفال الصحراويين من طرف العائلات الاسبانية الكاثوليكية تحت غطاء “عائلات الاستقبال خلال العطل”.

 

هذه العائلات الممولة من طرف مختلف الحركات التبشيرية تتكفل بتنصير الأطفال و تلقينهم الديانة المسيحية، و كل هذا بتواطؤ مفضوح مع قادة البوليساريو مقابل الملايين التي تكدس في حسابات سرية بأوروبا و أمريكا اللاتينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *