متابعات | هام

ما لا تعرفه عن 108 سنة من تاريخ الحركة الكشفية

بعد 108 أعوام على تأسيسها، تضم الحركة الكشفية العالمية حالياً أكثر من 40 مليون شاب وشابة يتربون على مبادئ مثالية تساعدهم على خوض غمار الحياة، فتعزز فيهم روح الأخوة والشجاعة، تماماً كما تخيلها مؤسس الحركة الذي حول طاقات الفتيان لقنوات تنفعهم ومجتمعاتهم في آن.

 

بداية الحكاية

 

في العام 1899 بجنوب أفريقيا، اندلعت حرب بين البوير (المزارعين البيض) وبين البريطانيين، حيث حوصرت فرقة الخيالة 13 بقيادة النقيب بادن باول في مدينة مافكينغ.

عمل بادن باول أثناء الحصار على استغلال كل الإمكانات لحماية المدينة، ولأن عدد جنوده كان قليلاً، فقد تحول اهتمام النقيب البريطاني إلى الفتيان، حيث بدأ بتجنيدهم للقيام بمهام الخدمة ونقل الأخبار معتمدين على الدراجات، لينتصر بجهودهم بعد 6 شهور من الحصار.

يومها سأل بادن باول أحد هؤلاء الفتية، “ألا تخاف من رصاص البوير؟! فأجابه: لا، لأن دراجتي أسرع من رصاصهم!”.

التجربة الفريدة لفتت نظر اللورد بادن باول إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه هؤلاء في خدمة المجتمع، فخط كتابه الأول “إرشادات كشفية” وضمّنه خبراته وتجاربه الغنية خلال خدمته في الجيش البريطاني.

لاقى الكتاب قبولاً كبيراً، بل وطلب منه الكتابة بتفاصيل أكثر، فقام بعدة دراسات توجت في جانبها العملي بأول مخيم كشفي في التاريخ بجزيرة براون سي الإنكليزية في أغسطس/آب 1907.

kashafa

كشافة في أول مخيم في العالم بالعام 1907 في جزيرة براون سي في إنكلترا

في العام التالي أصدر مؤسس الحركة كتاباً يشرح فيه فكرته عن الكشافة ويعرف الناس بها فيقول، “إن الهدف من التربية الكشفية هو الانصراف عن المشاغل الذاتية إلى الخدمة العامة، والعمل على تقوية الفتيان الناشئين بدنيّاً وخلقيّاً”.

 

المبادئ الكشفية

 

يبدأ الفتى حياته الكشفية بهذا القسم، “أعد بشرفي أن أبذل جهدي كي أقوم بواجبي، نحو الله ثم الوطن، وأن أساعد الناس وأن أعمل بقانون الكشافة”، وعلى الكشاف أن يلتزم بهذه الصفات الـ 10:

صادقاً
مؤدباً
مبتسماً
نافعاً
مطيعاً
ودوداً
رفيقاً (صديقاً)
مخلصاً
مقتصداً
طاهراً
(أضافت المنظمة العربية صفة الشجاعة)

يسمى القسم “الوعد الكشفي”، فيما يطلق على الصفات الـ 10 اسم “القانون الكشفي”.

 

انتشار الكشافة

 

هذا الطابع الإنساني للحركة الكشفية وأخلاقياتها جعلها محل قبول واسع، ومهد لها الانتشار في كل بقاع الأرض في فترة وجيزة جدّاً، فبعد بريطانيا امتدت الحركة الكشفية إلى كندا وأستراليا ونيوزيلندا في العام 1908.

وفي العام التالي، وصلت إلى الهند وتشيلي والأرجنتين والبرازيل، ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية وبقية الدول الأوروبية في العام 1910، ثم إلى روسيا عام 1911. وفي العام 1912 شهدت بلاد الشام وتحديداً دمشق وبيروت بدء الحركة الكشفية العربية، والتي ما لبثت أن امتدت لكل البلاد العربية.

بلغ عدد الكشافة في الـ 20 سنة الأولى من تأسيسها حوالي 1.7 مليون، أما اليوم فيتجاوز العدد 40 مليون حول العالم منتشرين في 162 دولة.

info

 

الطريقة الكشفية

 

هي ما يميز الكشافة عن غيرها، ولا يسمى كشافاً من لا يتبع تلك الطريقة، وتتألف من سبعة عناصر مختلفة، تعمل معاً لتشكل بيئة فريدة للتعلم. ولا ننسى المنديل الكشفي الذي يعبر عن الهوية الكشفية.

 

العناصر السبعة

 

1- الوعد والقانون الكشفي: وهما الخطوة الأولى في طريق انضمام أي فرد.

2- التعلم بالممارسة: لا مكان في الكشافة للتلقين ولا حتى الشرح النظري المجرد، فمثلاً أنت لا تعلم الكشاف كيف يربط الحبل، بل تعطيه حبله وتمسك حبلك وتبدأ العمل!

3- نظام الطلائع (الفرق): وهي مجموعات عمل صغيرة تتألف عادة من 6-8 أفراد، يقودهم فرد منهم ويعملون بشكل جماعي، يتقاسمون المهام بالتعاون بينهم وبإشراف قادتهم.

4- الإطار الرمزي: يعبر عن مجموعة المفاهيم والقيم التي تعمل الكشافة على ترسيخها.

5- بناء الشخصية: وهي عملية دعم الفرد في تطوير ذاته، أي عن طريق شارات الهواية المتنوعة.

6- حياة الخلاء (الطبيعة): وتعتبر ذروة العمل الكشفي، ويتعلم فيها الفرد كيفية التعامل مع الطبيعة من حوله والتفاعل الإيجابي معها.

7- دعم القيادات: أن تكون كل النشاطات التي يقوم بها الفرد بإشراف قائد مختص يتابع تطور المجموعة.

kashafa

 

كشافة حول العالم

 

من بين بنود القانون الكشفي أن الكشاف صديق للجميع وأخ لكل كشاف من أي بلد أو لون أو عرق، وهي ترسخ بذلك الروح الإنسانية الجامعة.

ففي العام 1920 وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أقام بادن أول مخيم يجمع الكشافة من أنحاء العالم، وكان له أثراً كبيراً على الرأي العام. أثبت باول بذلك قدرة العالم على أن يلتقي في مكان آخر غير جبهات القتال.

يقول بادن باول في كتابه “الكشافة للفتيان” إن من أهم “الأسباب التي بعثت على نشوب الحرب هي عدم تعارف الناس في مختلف الدول إلى بعضهم ومضيهم في الاقتتال، وفي اعتقادي أنه لو قدر لهؤلاء البشر أن يتصادقوا ويتوادوا لنشأت بينهم صلات قربى وكفوا أنفسهم شر القتال”.

هذا المخيم العالمي – ويدعى غامبوري – ما زال مستمراً منذ ذلك الحين، ويقام كل 4 سنوات في دولة مختلفة، يجمع فيه عشرات الآلاف من كل أنحاء العالم، ويقدم كل منهم صورة عن بلده وثقافته، ويكوّن صداقات جديدة عابرة للحدود والقارات.

kashafa

المخيم الكشفي العربي الأول في سوريا (الزبداني) – نبع بردى في العام 1954

أما عربيّاً، فأُقيم أول مخيم كشفي في سوريا بمنطقة الزبداني العام 1954، واستمر اجتماع الكشافة العربية كل عامين إلى أن نشبت الحرب السورية.

 

المنظمة الكشفية العالمية

 

واستدراكاً لذلك الانتشار السريع الذي حققته، تم إنشاء المنظمة الكشفية العالمية في العام 1922 في العاصمة الفرنسية باريس. تجمع هذه المنظمة تحت مظلتها 6 أقاليم كشفية هي: الإقليم الكشفي العربي، والإقليم الأوروبي، والأفريقي، والآسيوي الباسفيكي، والأميركي، والأورو-آسيوي.

 

مبادرات كشفية

 

– 1973: النــدوة الأولى للمحافظة على البيئة في السويد.

– 1985: أعلنت الأمم المتحدة عن العام الدولي للشباب (أول برنامج عالمي بالتعاون مع الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة).

– 1986-1987: تم الإعلان عن برنامج صحة الطفل بعنوان “مساعدة الأطفال على النمو”، من خلال التعاون بين الجمعية العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة واليونيسيف.

– 2003: الندوة الكشفية العالمية الأولى للحوار بين الأديان في إسبانيا.

– 2009: توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين البرنامج الدولي لمنظمة العمل الدولية، والحركة الكشفية للقضاء على ظاهرة عمل الأطفال.

– 2011: إطــلاق مبادرة “رســل السلام” باعتبارها البرنامج الرئيسي الجديدة الممتد لمدة 10سنوات للكشافة العالمية، وهذه المبادرة الفريدة من نوعها تهدف إلى تحقيق (1000.000.000) مليار ساعة خدمة حول العالم، ويمكن لأي شخص الانضمام لها والمشاركة فيها ومتابعة عدد الساعة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *