متابعات | هام

الشرعي: إسبانيا مدعوة للعب دور أكثر أهمية بالصحراء

قال أحمد الشرعي، رئيس تحرير المجلة الأسبوعية (لوبسيرفاتور دو ماروك) إن إسبانيا اليوم، وبعد 40 سنة من المسيرة الخضراء، مدعوة للعب دور أكبر فيما يتعلق بقضية الصحراء، علما أن الوضع القائم أضحى يمثل خطرا محتملا على التوازنات الدولية واستقرار المنطقة.

وأوضح  الشرعي، في مقال بعنوان “دور إسبانيا في تنمية الصحراء”، نشرته اليوم السبت صحيفة (لا راثون) الإسبانية، أن “لإسبانيا مسؤوليات تاريخية. ولها معرفة أفضل بهذا الملف أكثر من أي قوة أخرى، من خارج المغرب”.

وذكر بأن حكومة راخوي جعلت من تعاونها مع المغرب أولوية، داعيا إلى تعزيز مشاركة إسبانيا في الشؤون الإقليمية، في منطقة لا زال حضورها التاريخي والثقافي فيها قائما وبينا من خلال الأندلس.

وأكد رئيس تحرير (لوبسيرفاتور دو ماروك) أنه رغم وجود منظمات غير حكومية نشيطة جدا حول قضية الصحراء، فإن مدريد تحافظ على دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع كقاعدة حقيقية لمفاوضات سياسية نحو تسوية نهائية.

وأشار الصحفي إلى أن الوضع الراهن ليس في صالح أي أحد، مشددا على أن “السياق الإقليمي متفجر. وأن الإرهاب الذي استقر بمنطقة الساحل أضحى يهدد جميع البلدان، بما فيها المطلة على حوض المتوسط. كما أن الاتجار في المخدرات والهجرة غير الشرعية شكلت لها طرقا سريعة في غير أرضها”.

وتابع ، في السياق ذاته، أن التكامل الاقتصادي الإقليمي أضحى السبيل الوحيد لمقاومة اهتزازات الأزمة الدولية، التي تجهل قوتها، مبرزا أن “ساكنة تندوف أكبر متضرر. إذ رأى الجميع الآثار المدمرة للفيضانات الأخيرة، وأن هؤلاء الشباب بدون أفق”.

وشدد  الشرعي على أنه عكس وضع اللاجئ ليس لهؤلاء السكان حق حرية التنقل أو العمل، مبرزا أن الانفصال لم يعد خيارا بالنسبة لمعظمهم.

وبالنسبة لهذا العضو في مجلس إدارة مركز التفكير الأمريكي “أطلنتيك كانسل”، ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإنه يتعين التكفل بهذا اليأس بسرعة، من الناحية الإنسانية أولا، ثم لكونه يحمل مخاطر محتملة.

ولاحظ السيد الشرعي أنها مسؤولية كل القوى المعنية بهذا النزاع، مشيرا إلى أن أوروبا، وخاصة إسبانيا، يدركان أن حظوظ القضاء على الإرهاب ستكون أوفر إذا ما تم حل هذا النزاع المفتعل.

وأردف أن المغرب، إلى جانب ذلك، حدد لنفسه هدفا أساسيا يتمثل في مساعدة الساكنة على تحسين مستوى عيشها، مبرزا أن الاستثمارات العمومية الضخمة مكنت أقاليم الصحراء من الالتحاق بأقاليم شمال المغرب من حيث البنية التحتية، تلتها حركة تمدن فريدة من نوعها.

وقال، في هذا السياق، إنه تم اليوم الإعلان عن مخطط بقيمة 14 مليار أورو من الاستثمارات، وهو أمر هائل بكل بساطة، إذ أن شكل ومظهر الأقاليم الصحراوية سيتغير، وستدخل هذه الجهة عهدا جديدا”.

وأشار إلى أن هذه الخيارات ليست صدفة، وإنما تندرج في إطار رؤية استراتيجية وطنية تروم جعل الجهوية المتقدمة رافعة لتنمية، تحد من الفوارق الاجتماعية والترابية، وتزيد من إمكانات النمو لفائدة جميع المواطنين.

وأوضح أنه “هذا هو جوهر المشروع الوطني، الذي يقوده  الملك محمد السادس، بشكل واضح منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين”.

وخلص الصحفي إلى أن “المغرب أظهر مرة أخرى أن له رؤية استراتيجية، وأن الأقاليم الصحراوية والهيئات المنتخبة لها الوسائل للتوسع، لا يحلم بها، مضيفا أن الحكم الذاتي الموسع بدأ على أرض الواقع بشكل دستوري.

فبعد 40 سنة عن المسيرة الخضراء، تغير العالم، وتغير وجه الصحراء، وكذا المجتمع الصحراوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *