متابعات

لماذا تبخرت أحلام البوليساريو في تنفيذ عمليات تخريبية بالصحراء؟

بمجرد سماع البوليساريو لخبر الزيارة الملكية للأقاليم الجنوبية للمملكة، سارعت الجبهة لتخطط لتنفيذ القلاقل في هاته الأقاليم، وكعادتها كتفت من اتصالاتها مع انفصاليي الداخل وأعطتهم تعليمات محددة من أجل العمل على تحريك وتحريض المواطنين على النزوح إلى خارج مدينة العيون أثناء تواجد العاهل المغربي بها، وذلك في محاولة لإقناعهم بضرورة الاحتجاج تحت يافطة المطالب الاجتماعية والترويج لها بصيغة مدروسة لخدمة الانفصال.

وحركت من اجل هذا مجموعة من أتباعها في تلك الأقاليم على أساس تكرار ما وقع في مخيم “إكديم إيزيك” في نونبر 2010،غير أن هذه التعليمات لقت معارضة كبيرة من بعض الانفصاليين أنفسهم لأنهم أدركوا أن هذه الخطة لن تنجح أولا لان الساكنة كانت تنتظر بشوق وحماس منذ مدة طويلة هده الزيارة مما سيجعلها لن تغادر المدار الحضري، وثانيا لأن يقظة المصالح الأمنية الوطنية سوف ترصد هده التحركات المشبوهة لأعضاء المليشيات الانفصالية التي تتواجد بالداخل ،والتي تعمل على قدم وساق لإفشال أي محاولة سوف تشوش على الزيارة الملكية بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.

وفي نوع من الهيستريا أصبحت البوليساريو تستهدف المغرب بشكل علني حيث عملت بكل طاقاتها على شن حملة إعلامية دعائية فاشلة عبر جميع وسائل الاتصال وخاصة المكتوبة بعد اقتناعها باندحار الخطة التي كانت تراهن عليها، لكي تشوش على الزيارة الملكية، وبهذا عملت على اصطناع التهم ووضع المغرب أمام أنظار العالم كأنه محتل، ووجهت هذه الحملة إلى الخارج خاصة.. إلا أن الهدف الحقيقي من كل هذا هو أن تغطي على فشلها في تحقيق ما خططت له ودر الرماد في العيون ومن أجل الاستهلاك الداخلي،الموجه إلى ساكنة تندوف لكي لا تثور على القيادة الفاشلة التي تغطي على الأزمة الداخلية وتختلق الاعذار وإخماد الغليان والاحتقان الشعبي الذي تعرفه مخيمات تندوف نتيجة الجوع وانهيار البنيات التحتية بسبب الكوارث الطبيعية التي ضربت المنطقة مؤخرا إضافة إلى قلة المواد الغذائية، وندرة المساعدات الطبية.

حكام الرابوني وصفوا الزيارة الملكية بالاستفزازية، وراسلوا في هذا الشأن الأمين العام بان كيمون، وطلبوا منه التدخل العاجل لمنع هده الزيارة واتخاذ إجراءات واقعية لأنها تعتبر خطوة تصعيديه خطيرة. إلا أن جواب الأمين العام كان صادما خصوصا للجزائر بكون الزيارة إلى تلك المناطق لاتدخل في اختصاصات الامم المتحدة.

الزيارة الملكية للأقاليم الجنوبية لها عدة أبعاد، أولا تكريس الشرعية الدينية والتاريخية وشرعية الانجازات التنموية التي عرفتها المنطقة. ثانيا تعبر عن الروابط الشرعية والوجدانية النفسية المبنية على البيعة والولاء لسكان الصحراء لملوك الدولة العلوية، وتالثا بعث رسالة واضحة لاعداء الوحدة الترابية وخاصة الجزائر والبوليساريو المتحكمة في سكان المخيمات أن المصير التنموي والانعتاق من العبودية والإذلال يوجد تحت السيادة المغربية وضد الدسائس والصنائع المبيتة التي تلجا اليها الأجهزة الاستخباراتية الجزائرية، بغية إفشال كل محاولات المغرب الهادفة إلى وضع نهاية لهذا المشكل المفتعل عبر خلق مشاريع تنموية اقتصادية وسياسية في إطار الجهوية المتقدمة قي الأقاليم الجنوبية.

إن إصرار البوليساريو على الاحتجاج، والتشويش على الزيارة الملكية ما هو إلا دليل آخر على عدم قدرة جماعة الرابوني وصنيعتها الجزائر على تحمل هده الزيارة وما تمخض عنها من نتائج ايجابية لسكان المناطق الجنوبية والتي وصل صداها إلى مخيمات تندوف، التي بدأت إرهاصات الانتفاضة بها لما عانته من قهر وحرمان نحو البحث عن الطرق الناجعة التي ستمكنهم من الالتحاق بعائلاتهم في المغرب حيث يعيش أقاربهم في كرامة مما سيؤدي إلى ظهور أشكال أخرى من الحراك بالمخيمات لإعلاء صوت الحرية والانعتاق ضدا على القهر والإقصاء والعبودية، وبالتالي البحث عن السبل الكفيلة لمغادرة المخيمات والتوجه صوب الوطن الام لأنهم أصبحوا يؤمنون انه ليس هنالك مجال منذ الآن للبلقنة وتجزئة الشعوب على شكل دويلات وهمية تفتقد إلى ضروريات الحياة .

إن الاستقبال الشعبي الرائع للملك، في إطار الترحاب الذي دأب الصحراويون على تخصيصه للملوك العلويين منذ عقود ماهو إلا برهان آخر على مدى تشبث هؤلاء بالقضية الوطنية وتأكيدهم للبيعة و على تمسكهم بوحدة المغرب الترابية من طنجة الى الكويرة، وكذلك التبرأ من كل شخص يحاول التشويش على هذه الزيارة، والتأكيد أن شرذمة ذوي النوايا الغير الحسنة تجاه هذه الزيارة الميمونة لا يمثلون سوى أنفسهم، و أن المكونات القبائلية الصحراوية بمختلف أطيافها تجدد البيعة مرة أخرى للملك محمد السادس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *