آخر ساعة

البرلمان الأوربي وسقوط القناع عن نوابه اليساريين الاسبان

لطالما تكالب على قضيتنا الوطنية أعداء و خصوم من كل حدب و صوب تارة مدثرين بثوب الحرية و الانعتاق و تارة أخرى حاملين شعار التضامن و المواساة فكانت نداءاتهم الأبدية وأصواتهم الرنانة تروم تحرير الشعوب وتحقيق كرامتهم الإنسانية، فارتفعت الأصوات، و تراصت الصفوف، و علت البيارق، واختلطت اللغات لتقول بلسان واحد الحرية لأبناء الصحراء وعتقهم من نار بلد محتل!! فيا لها من أصوات زائفة و كيانات مخادعة وأعلام باهتة والسن كاذبة. إنها إذن الصورة النمطية لمن عهدوا الزور و ألفوا الافك والباطل، إنهم نواب اليسار الأسبان الذين تكشفت حقيقتهم و سقطت أقنعتهم لدى البرلمان الأوربي.

فهاهي بنت الصحراء عائشة رحال رئيسة جمعية ”نساء صحراويات من اجل الديمقراطية و حقوق الإنسان باسبانيا” ووجه بارز من المدافعين عن النساء المحتجزات بمخيمات تندوف تميط اللثام عن مناورات البرلمانيين الاسبان و تكشف الستار عن حركاتهم و حواراتهم و همساتهم فوق خشبة مسارحهم المعتمة، حيث يلقنون سيناريوهات الكذب والبهتان من طرف خصوم وحدتنا الترابية.

فأثناء تواجدها بالأراضي البلجيكية بمناسبة تتويجها من قبل المرصد الدولي للإعلام و الدبلوماسية الموازية بالعاصمة بروكسيل أوضحت هذه الناشطة الحقوقية أن أشباه البرلمانيين هؤلاء وبتنسيق وتوجيه وتمويل من الرسميين الجزائريين يعملون على خلق أجواء من البلبلة و عدم الاستقرار بالأقاليم الجنوبية بالمغرب، غير مدخرين جهدا في فبركة الحقائق وتزييف الوقائع ليظهروا للعالم الوجه الملائكي لجبهة البوليساريو ويجعلوا من المغرب بلدا محتلا مستبدا بساكنة الصحراء بينما الواقع يقول غير ذلك.

في مداخلتها أمام الحاضرين أبرزت الناشطة أن بعض برلمانيي اليسار الاسباني بالبرلمان الأوربي يناورون من اجل نسف مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية الذي تقدم به المغرب إلى منظمة الأمم المتحدة، لمنح منطقة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة المغربية، فكانت مبادرة أشيد بها من طرف مجموعة من دول العالم باعتبارها الحل الأنسب و الأكثر واقعية ومصداقية لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، بغية إنهاء معاناة الصحراويين المحتجزين منذ عقود في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري، حيث يتعرضون لكل أشكال القهر والظلم و لاستهتار بآدميتهم و إنسانيتهم، يذوقون كل صنوف التعذيب و التنكيل و التضييق على حرياتهم، في خرق سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية لحقوق الإنسان، مبرزة أن الوضع الإنساني بهذه المخيمات هو وضع كارثي بجميع المقاييس، مشيرة في هذا الصدد إلى حجم المساعدات الإنسانية التي توجه إلى تندوف لتكون عرضة للاستغلال و النهب و الاتجار فيها من طرف قيادة البوليساريو، التي تأبى أن تقوم بأي عملية إحصاء لساكنة المخيمات أو تمكينها من بطاقة لاجئ، بل والانكى من ذلك الحصار الذي تضربه الأجهزة الأمنية و العسكرية للبوليساريو ولحاضنتها الجزائر على كل تنقلات اللاجئين الصحراويين مخافة الالتحاق بالوطن الأم، ومنهم أولئك الرافضين للطرح الانفصالي ولخيار الاستقلال اللذان تسوق لهما عصابة البوليساريو.

وأردفت الناشطة الحقوقية عائشة رحال أن المغرب ولما يوليه من اهتمام لمواطنيه الصحراويين بالأقاليم الجنوبية فقد بادر صاحب الجلالة خلال زيارته الميمونة إلى الأقاليم الجنوبية بمناسبة الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء إلى تفعيل استراتيجيات تنموية رصد لأجلها ميزانيات ضخمة لانجاز مشاريع تستجيب لمطالب الساكنة و تطلعاتهم مما سيجعل من هذه الأقاليم مناطق تنموية، مستطردة أن الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة إلى مدينة العيون تعكس و بجلاء مدى تعلق و تشبث الصحراويين بالعرش العلوي المجيد و بالوحدة الترابية للمملكة المغربية، داعية البرلمانيين الأوربيين إلى تحكيم المنطق و تقصي الحقيقة و عدم الانجرار وراء ما تروج له بعض الأوساط المدفوعة خدمة لأجندات مكشوفة والإنصات إلى الصوت الصحراوي الوحدوي الذي يمثل الأغلبية من المواطنين الصحراويين المتشبثين بمغربيتهم وبملكهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *