آخر ساعة

المؤتمر ال14 لجبهة البوليساريو… المؤتمر الأخير..

سينعقد في منتصف هذا الشهر في مخيمات البوليساريو ما يسمى بالمؤتمر الشعبي العام الرابع عشر للجبهة، وهو الإطار التنظيمي الوحيد المفروض قسرا و المتحكم في سكان المخيمات وفي نمط عيشهم، في ظل المنع الذي يطال كل التجمعات التنظيمية التي يراد تأسيسها ، بحيث يتم الاستناد إليه لتبرير منع حرية التجمع و التنظيم، تحت طائلة تخوين أي شخص وتعريضه لمحاكمات صورية و للاحتجاز التعسفي كحال كثيرين من المعارضين لتوجهات الزعيم الأبدي للجبهة قصد إجبارهم إما على السكوت أو التعذيب أو الرحيل لمن استطاع إلى دلك سبيلا.

رغم القمع الشرس المفروض على سكان المخيمات، وفي ظل ازدياد معاناتهم نتيجة الظروف البئيسة التي يعيشون فيها زيادة على فشل الجبهة في إيجاد مخرج ينهي ماساتهم، فقد ازداد حجم المطالب المنادية بتغيير حقيقي داخل القيادة الهرمة وارتفعت أصوات تنادي بحقها في تأسيس إطارات بديلة أو موازية للجبهة، من أجل القطع النهائي مع البوليساريو التي أصبحت أداة طيعة لمصالح النظام الجزائري حيث تستأسد بها لضمان استمرارها في ترؤس هذا التنظيم الشمولي الستاليني المفروض بقوة السلاح عليهم.

ولكي تتفادى تداعيات هدا السخط الشعبي الجارف بما سيؤثر على مجريات المؤتمر الذي يراد منه أن يكون مناسبة لإعادة انتخاب الجماعة الحاكمة، عمدت القيادة الانفصالية إلى اعتماد لائحة مندوبين تم بمقتضاها تعيين المشاركين في هاته المسرحية من المجندين حديثا ومن العسكريين بعد ما لاحظت القيادة الانفصالية المغضوب عليها عزوفا كبيرا من مناديب المخيمات والقطاعات الأخرى، مما يضع أكثر من علامة استفهام حول مصداقية تمثيلية جبهة البوليساريو للصحراويين بتندوف، و الذي لن يتعدى في أقصى الأحوال 4000 شخص، حسب المعارض المصطفى سلمى ولد سيدي مولود. فلهذا فهي لا تجرؤ على الإفصاح عن عدد الناخبين و لا عن نسبة المشاركة و لا تسمح بحضور مراقبين و لا صحافة حرة، لتضمن بذلك نتيجة 99.99 بالمائة لتزكية الانفصالي محمد عبد العزيز، مما سيرهن مستقبل سكان المخيمات لأربع سنوات أخرى.

ومع اقتراب موعد المؤتمر، بدأت داخليا في المخيمات تقترب ساعة حقيقة رموز الفساد و الزمرة الحاكمة بيد من حديد و بدأ العبث يقترب من الحلقة الأخيرة في مسلسل الاسترزاق بالقضية الصحراوية، وفي سياق دولي و إقليمي الذي يتميز باندحار أكثر الأنظمة دعما للجبهة كليبيا القذافي و دخول الجزائر في أزمة اقتصادية و مالية خانقة، والصراع الدبلوماسي الذي حسم لصالح المغرب على مستوى المحافل الدولية و العديد من دول أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى تنامي الوعي الدولي من مخاطر توسع بؤر الإرهاب الدولي الذي و جد ضالته في أوساط الشباب الصحراوي بتندوف، عوامل كثيرة ستخيم على أجواء المؤتمر الرابع عشر للجبهة التي سوف تكون شاهدة على موت مشروعها الوهمي الذي تريد أن تبنيه بدون مشروعية ولا أفاق، وسيكون فرصة لحمل جسم الحركة الانفصالية إلى مثواها الأخير من دون ان تجد من يذرف عليها الدموع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *