آخر ساعة

المصطفى سلمى: المحطة الـ 14 للبوليساريو .. كراكيز ومؤتمر

طرح المصطفى سلمى ولد سيدي مولود، القيادي السابق في جبهة البوليساريو، وأحد الذين خبروا خفايا البيت الداخلي لهذه القيادة الهلامية عدة تساؤلات حول الأبعاد والأهداف المتوخاة من انعقاد المؤتمر الرابع عشر للجبهة، إذ أن كل الترتيبات التي سبقت هذا المؤتمر أريد منها بالأساس در الرماد في العيون وإخراج القيادة الحالية من غرفة الإنعاش لتستمر في بسط سيطرتها على محتجزي المخيمات ما دامت تظل خادما مطيعا وتحظى برضى الجماعة العسكرية الحاكمة بالجزائر.

ان اختيار الجبهة للمخيم الأقل كثافة سكانية وهو ”مخيم الداخلة” لانعقاد مؤتمرها وهو الذي يبعد عن باقي المخيمات بحوالي 140 كلم يدل بشكل واضح على الخوف الذي يتملك القيادة من الاحتجاجات المرتقبة لشباب المخيمات الذي قاطع أغلبيتهم التحضيرات لانعقاد هذا المؤتمر، مما يهدد بنسف أعماله والذي لطالما علقت عليه البوليساريو كل آمالها.

فقبل المؤتمر، عملت الجبهة و على غير عادتها في المؤتمرات السابقة، إلى تعيين خلية تفكير وعقد ندوة سميت بالوطنية، وذلك من اجل جس نبض المشاركين وسبر آرائهم ومواقفهم لتفريغ شحنات غضبهم، مما يدل على عمق الأزمة السياسية والهوة التي باتت تتسع بين القيادة و المكونات الأخرى وخاصة الشبابية وكذلك لتفادي أي طرح مغاير لأطروحتها التي باتت متجاوزة بسبب الأحداث الإقليمية والدولية.

بعد غياب محمد عبد العزيز عن كل المراحل التحضيرية للمؤتمر إلى درجة جهله بشعار المؤتمر حيث اضطر إلى قراءته من اللافتة خلف ظهره، تحت أنغام الموسيقى العسكرية كمحاولة استعراضية أمام الوفود الأجنبية وكأنه رئيس دولة، لم يستطع قراءة التقرير الأدبي أمام المؤتمرين و طلب المساعدة من وزيره الأول، حيث لم يسجل فيه أي انجاز في المجالات المتعلقة بحياة الإنسان الصحراوي داخل المخيمات، مكتفيا بجرد و عرض ما يراه انجازات دبلوماسية مند 2011.

فباستثناء الخطابات الرنانة التي ترددت على لسان من وقفوا أمام منصة الخطابة من أمين عام الجبهة و بعض رؤساء الوفود، لا جديد يبدو في أعمال المؤتمر. فلم يتم تحديد سقف لوضع حد لمعاناة الساكنة ولا للعملية السياسية مع الأمم المتحدة، مما يعني أن الأمور بقيت على حالها من غير إجابات حقيقية عن أسئلة الشارع الصحراوي المحتجز بتندوف. فليس هناك جديد لا على مستوى شكل السلطة و أشخاصها و لا على مستوى مضمون على مستوى التسوية أو المقترحات تفضي إلى حلحلة الوضع القائم.

لقد فشلت القيادة الكرتونية من جعل المؤتمر حدثا استثنائيا بحيث انه وبسبب عجزها عن تحقيق آمال وتطلعات سكان المخيمات، أصبح فارغا كالمؤتمرات السابقة لتبقى انتظارات الصحراويين المحتجزين معلقة إلى اجل غير مسمى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *