آخر ساعة

البوليساريو…ما قبل وما بعد المؤتمر..لاشيء تغير

فضيحة نتائج المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو مازالت تخيم بظلالها على ساكنة المخيمات التي كانت تتشبث ببصيص من الأمل لعل شيئا ما يحدث يخرجها من النفق المسدود الذي وجدت نفسها عالقة بداخله منذ أربعين سنة فلا وجود لقرارات ولا توصيات عدا إعادة انتخاب محمد عبد العزيز كأمين عام للجبهة للمرة الثانية عشرة على التوالي، وبهذا يدخل الرجل المريض كتاب غينيس للأرقام القياسية كأقدم رئيس لدولة وهمية في العالم، فهل يا ترى هناك صفات وخصال مجتمعة أو متفرقة في هذا القائد الأبدي تمكنه من الجثوم على صدر ساكنة المخيمات رغما عن إرادتها، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون عملية استرزاقية وحسابية من اجل تضخيم أرصدته البنكية بالتلاعب بقضية خاسرة ودلك بالانبطاح التام للنظام الجزائري وتنفيذ أجندته في المنطقة تنفيذا حرفيا.

 

سجل قيادة البوليساريو حافل بالمنجزات الجبارة في مسلسل الفضائح المتعدد الحلقات ما بين جنسية أخلاقية، و مالية اقتصادية، وكذلك فضائحية سياسية، والذي يلعب فيه عبد العزيز دور البطولة المطلقة، فموهبته في حفظ النص الذي تكتبه المخابرات العسكرية لا توازيها إلا كفاءته في تقمص الأدوار المرسومة له سلفا من غير أن يرف له جفن وهو يعلم مسبقا بان قصر المرادية هو رئيس الجوقة و المايسترو، فلذلك اجتهد أيما اجتهاد ليخلد في دور البطولة من غير منافسة، مع اقتراب مسرحية المؤتمر الأخير والإعلان عن أشغاله، ومع تسريب بعض الإشاعات عن احتمال بروز ممثلين مرشحين لدور البطولة في مسلسل التمييع و التزوير و الضحك على الذقون، شمر عبد العزيز عن سواعد الجد واجتهد بتفان لإظهار مواهبه في الرقص على الحبال و في الحذلقة وفي تغيير الأقنعة، وما إلى ذلك من الحركات التي يتقنها فنانو السيرك، مما جعل المتحكمين في زمام الأمور بالجزائر الذين يكتبون السيناريوهات يعدلون عن فكرة طرح دور البطولة للنقاش أو المزايدة، وحسموا الأمر بينهم على أن الممثل الذي راهنوا عليه عقودا من الزمن لأداء دور القيادة مازال يتمتع بخصال البطل الذي لا يشق له غبار وذلك رغم تقدمه في السن وظهور أعراض المرض الخبيث التي لا يمكن أن يحول بينه وبين المهمة التي راكم خبرة طويلة و عريضة يفتقر لها كثير من الطامحين لمنافسته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *