نظمت جمعية “تارودانت بلادنا للتنمية والتعاون وإحياء التراث”، بتعاون مع المجلس المجلس الجماعي لتارودانت والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بتارودانت وفعاليات جمعوية محلية، في الفترة الممتدة من 2 إلى 4 من فبراير الجاري مبادرة أطلقت عليها “مبادرة أسوار نظيفة”.
مبادرة أسوار نظيفة حسب اللجنة المنظمة “تندرج في مسلكها العام ضمن حركية المجتمع المدني، التي تستهدف الانخراط الجاد والفعلي في الأوراش الإجتماعية والمجالية والتنموية، وفي مسلكها الخاص تستهدف التحسيس بأهمية الأسوار، وقيمتها التاريخية والجمالية والتراثية، وكذا التحسيس والتوعية بثقل المسؤولية التي يتحملها أفراد المجتمع جميعا اتجاه هذا الموروث الثقافي والحضاري، الذي يشكل مدخلا من مداخل التنمية الاقتصادية والاجتماعية”.
المبادرة تميزت بشقين نظري وآخر تطبيقي. وقد شمل الشق النظري الذي نظمت فعالياته مساء الثلاثاء 2 فبراير 2015 بقاعة الخزانة البلدية تنظيم مداخلتين علميتن؛ الأولى قدمها الأستاذ الباحث أحمد بزيد الكنساني “حول تاريخ ترميم أسوار المدينة وواجب المحافظة عليها”، في حين تناولت المداخلة العلمية الثانية “قواعد ترميم الأسوار”، أطرها الأستاذ الباحث مولود أشهبون، أعقبتها مناقشة ثمن فيها جل المتدخلين والحضور هذه المبادرة مؤكدين في الوقت ذاته على ضرورة صيانة سور المدينة والمحافظة عليه، والعمل على إدراجه ضمن لائحة التراث العالمي المصنف بالنظر الى قيمته التاريخية والإنسانية.
أما الشق التطبيقي من المبادرة فقد شهد تنظيم مجموعة من الأورش، التي سعى من خلالها المنظمون إلى تنظيف محيط سورالمدينة، حيث خصص ورش أسوار نظيفة يوم الأربعاء لتنظيف الجهتين الجنوبية والغربية للمدينة (جوار باب الزركان- باب بنيارة- باب تارغونت- باب أكفاي)، في حين ورش يوم الخميس خصص للجهتين الشمالية والشرقية (جوار باب أولاد نبونة- باب بيزمارن- باب الخميس- باب السنسلة).
وقد شارك في أوراش مبادرة أسوار نظيفة مجموعة من الجمعيات من قبيل؛ جمعية رودانة للبيئة، وجمعية شباب الأطلس، وجمعية أمودو أوراش بلا حدود، وجمعية السعادة للتنمية الإجتماعية، الهلال الأحمر فرع تارودانت، وجمعية علاش لا، وجمعية روتاري كلوب تارودانت… الى جانب أعوان بلدية تارودانت.
وفي إطار ثقافة التعاون والتطوع السائدة بالمدينة استقطبت أوراش النظافة مجموعة من المتطوعين من أبناء وساكنة مدينة تارودانت في خطوة أرادوا من خلالها التعبير عن حبهم لمدينهم وأملهم في استرجاع مجد حاضرة سوس.
هذا وشهد النشاط مشاركة متميزة لمجموعة من الأجانب، السياح والقاطنيين بمدينة تارودانت، الذين أكدوا أن الدافع من مشاركتهم في مبادرة أسوار نظيفة هو حبهم الكبير لمدينة تارودانت ورغبتهم في رؤية أسوارها نظيفة.
هذا، واختتمت فعاليات مبادرة أسوار نظيفة بساحة 20 غشت، ليضرب المنظمون موعدا جديدا لمبادرات أخرى في سبيل النهوض بالأوضاع الثقافية للمدينة العريقة.