آخر ساعة

البوليساريو .. احتضان مثالي للمخدرات الصلبة والإرهاب

في عملية هي الأولى من نوعها قامت الأجهزة الأمنية الموريتانية بالقبض على مجموعة من أفراد شبكة دولية للاتجار في المخدرات الصلبة، والتي يقودها نجل الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد هيدالة، وتضم إلى جانب صحراويي تندوف أجانب من فنزويلا وبلجيكا وجنسيات أخرى، وتعمل كلها في الساحل والصحراء كما لها علاقات مع المنظمات الإرهابية التي تتخذ من الصحراء الكبرى مكانا آمنا لنشاطها الإجرامي.

وجاءت هذه العملية بعد التحريات والتتبع التي قامت به الأجهزة الأمنية الموريتانية لزعيم هذه العصابة ولد هيدالة، حول تنقلاته المشبوهة في الصحراء، وهو المعروف بسوابقه في مجال الاتجار في المخدرات الصلبة وخاصة الكوكايين حيث كان قد ألقي عليه القبض بالمغرب وحكم عليه وأطلق سراحه بعد انقضاء العقوبة، ليتجه إلى موريتانيا ثم إلى الصحراء الكبرى، ويتمتع ولد هيدالة بعلاقات وطيدة مع قيادة البوليساريو وخاصة محمد عبد العزيز، الذي احتضنه وفسح له المجال ليستأنف عمله الإجرامي في الصحراء مما سهل له أن يربط علاقات مع تجار المخدرات والمنظمات الإرهابية التي يتزعمها البوليساريو تحت غطاء مسؤولي ما يسمى بالدفاع كمحمد علي سيد البشير وصلوح ولد سالم ولد علي الذين يعتبران من كبار مسؤولي العسكر وتجار المخدرات في تندوف، كما أنهما مشهورين بتواطئهما مع العصابات الإجرامية المتواجدة في المنطقة حيث يوفران لهما التغطية الكاملة لتمرير صفقاتهم مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وأثبتت هذه العملية الأخيرة أن محمد ولد هيدالة وعناصر البوليساريو المشاركين معه في هذه العملية لهم علاقة مباشرة مع أمراء المنظمات الإرهابية التي تعمل ما بين ليبيا ومالي كمجموعة المختار بالمختار، ودواعش ليبيا من البوليساريو الذين تلقوا تدريبات عسكرية في تندوف أيام حكم القذافي حيث استعملهم آنذاك في تنفيذ عملياته الإجرامية، عندما كانوا يسمون بفرق الموت، وقد تشبعت الأكثرية منهم بالأفكار الإرهابية المتطرفة لما تلقوه من تدريبات في معسكرات القاعدة شمال مالي قبل ان يلتحقوا بالكمندوهات التابعة لذلك التنظيم الإرهابي لإتمام تداريبهم.

وتدل هذه العملية مرة أخرى أن منطقة تندوف والصحراء الجزائرية بصفة عامة أصبحت ملاذا آمنا لتجار المخدرات والإرهابيين لما يجدونه هناك من غطاء من طرف قيادة البوليساريو، التي فسحت لهم المجال لتنفيذ عملياتهم مقابل إتاوات وإكراميات تغدقها هده المجموعات على مسؤولي الجبهة، مقابل استغلال الصحراء لتمرير وتنفيذ عملياتهم من تجارة المخدرات الصلبة وبيع ونقل وتمرير الأسلحة وحجز الرهائن الأجانب للحصول على الفديات.

ويبقى السؤال المطروح هو إلى متى سيظل المنتظم الدولي يتفرج و يسمع بمثل هذه الممارسات والأحداث، التي يكون أبطالها مسؤولين بالبوليساريو، وهي الممارسات التي تهدد أمن المنطقة بإيوائها للمنظمات الإرهابية التي تهدد المنطقة المغاربية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ككل؟ ثم ألم يحن الوقت للقضاء على هذا الكيان، الذي أصبح مرتبطا بالأنشطة الإرهابية، لتحصين المنطقة قبل أن تعرف استقرار المنظمات الإرهابية كدواعش ليبيا وعناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اللذين يهددان أمن المنطقة ككل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *