في تونس انصب اهتمام الصحف التونسية على الغارة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة أمس على مصراتة الليبية، وتأثيراتها على الوضع الأمني في تونس.
وفي هذا السياق، وتحت عنوان “غارة أمريكية في صبراتة قضت على رؤوس هجومي باردو وسوسة : هل بدأت الحرب في ليبيا ؟”، أشارت صحيفة “الصباح” إلى أن الغارة خلفت مصرع أكثر من 40 عنصرا من “داعش” أغلبهم تونسيون من بينهم مدبر هجوم متحف “باردو” نور الدين شوشان.
وعن دلالات العملية وتأثيراتها المحتملة على تونس، نقلت الصحيفة عن الحقوقي والمختص في الشأن الليبي مصطفى عبد الكبير قوله في تصريح صحفي أنه من المحتمل أن يقوم تنظيم “داعش” في ليبيا برد الفعل بعد مقتل عدد من قياداته، وأن تكون تونس مسرحا لعمليات انتقامية.
في سياق متصل كتب المحرر السياسي في صحيفة “المغرب” في افتتاحية العدد أن الغارة الأمريكية على مصراتة تحمل ثلاثة رسائل، تتمثل في إظهار الفاعلية الكبرى للضربات الجوية الموجهة ، ثانيا التأكيد على أن الضربات الجوية لسنة 2016 ستكون مغايرة لما حصل سنة 2011، “فهي لا تستهدف إلا التنظيمات الإرهابية، والقصد هو التعاون مع السلطة الليبية الشرعية من أجل مساعدتها على بسط نفوذها على التراب الليبي”، وثالثا تقديم هدية لتونس خاصة “عندما نعلم أن الارهابي نور الدين شوشان ، وهو متهم رئيسي في التخطيط لكبريات العمليات الارهابية في بلادنا السنة الماضية قد يكون من بين القتلى”.
في المقابل نقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الليبي محمد العبيدي قوله، في تصريح صحفي، أن الغارات الأمريكية والأوروبية ستستمر سواء تشكلت حكومة التوافق أم لا. وأشارت إلى أن أحزابا من الائتلاف الحاكم ومن المعارضة أكدت رفضها لأي تدخل أجنبي في ليبيا، واعتبر بعضها أن الغارة “هي مقدمة وتشريع لبداية التدخل الأجنبي”.
في نفس السياق كتب المحرر السياسي في صحيفة “الضمير” أنه “يتعين الحذر التام خاصة عندما ندرك أن كثيرا من الأطراف (داخلية وخارجية) تتربص بنا وبتجربتنا الوليدة في الانتقال الدمقراطي…وقد يستغل هؤلاء الحرب على ليبيا لنشر الفوضى في بلادنا، ومحاولة جرنا الى الحريق العربي ..”.
من جهة ثانية نقلت الصحيفة عن وزير الخارجية خميس الجهيناوي قوله، في تصريح صحفي، أن عددا من سفراء الاتحاد الوأروبي أكدوا خلال اجتماعهم بوزيري الداخلية والسياحة يوم الأربعاء الماضي أن “ما يقع تداوله في وسائل الإعلام التونسية بخصوص توجيه ضربة عسكرية إلى ليبيا فيه تهويل سيقدم صورة سلبية لتونس بالخارج، وسيضر خاصة بالقطاع السياحي”.
من جهة أخرى أشارت صحيفة “الشروق” إلى أن رئيس لجنة المهجرين الليبيين خالد الغويل كشف عن حجم المعاناة التي يتكبدونها في منفاهم السري بعد أن تم تهجيرهم من ليبيا منذ سنة 2011، ونقلت الصحيفة عن الغويل قوله إن عدد المهجرين قسريا من الليبيين في تونس بلغ 500 ألف “يعيشون أوضاعا صعبة نتيجة توقف رواتبهم وعدم حصولهم على جوازات سفر جديدة.