في عددها لشهر فبراير الماضي تطرقت المجلة البنمية POTADA إلى موضوع احتجاز رهائن أجانب بمنطقة الصحراء وقالت إن عناصر من البوليساريو ضالعون في تلك العمليات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء، واستندت في ذلك على عدد كبير من التقارير الإعلامية الدولية التي تحدثت عن هذه العمليات التي تم من خلالها احتجاز رهائن من أجل الحصول على إتاوات، وكذلك تنفيذ هجمات إرهابية كالتي وقعت في عين أمناص، وقد اتضح فيما بعد أن الذين جندتهم الحركات الإرهابية للقيام بتلك العملية هم عناصر من جبهة البوليساريو.
وأضافت نفس المجلة أن أفراد جبهة البوليساريو انضموا إلى تلك الحركات الإرهابية نتيجة عدة ظروف أهمها الإحباط الذي يسود داخل صفوف الشباب بسبب انسداد الأفق لدى هؤلاء الذين تم استقطابهم من طرف إرهابيي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي المنظمة التي جعلت من مخيمات تندوف مشتلا لاصطياد الشباب المتشدد مقابل إغراءات مادية للقيام بعمليات إرهابية في منطقة الساحل والصحراء، والمشاركة أيضا في عمليات تمرير المواد المحرمة والمسمومة ضمن شبكات دولية للمخدرات الصلبة، التي تعمل تحت غطاء القيادة الفاسدة في منطقة بوكربة الواقعة شمال تندوف باعتبارها الممر الرئيسي للقوافل المحملة بأطنان من المخدرات والمواد المهربة والتي يستخلص من خلالها ضرائب المرور حيث توزع على المسؤولين في البوليساريو وبعض الجنرالات الجزائريين.
وتطرقت نفس المجلة إلى موضوع المواد الغذائية التي تمنحها الدول الأوروبية لساكنة مخيمات تندوف على شكل مساعدات إنسانية، حيث تتعرض بدورها لعمليات تحويل إلى الأسواق المتواجدة في كل من الجزائر ومالي و موريتانيا، وهنا أشارت الجريدة إلى أن عدة تقارير رفعت في هذا الموضوع إلى المكتب الأوروبي لمكافحة الغش من قبل متتبعين ومراقبين، مما دفع البرلمان الأوروبي الى تعليق تلك المساعدات والتي وصل حجمها إلى 15 مليون دولار، مما نتج عنه نقص حاد في المواد داخل المخيمات التي تعاني من ويلات الحصار المضروب عليها من طرف البوليساريو.
وأمام هذه الوضعية الكارثية تقول المجلة فان الوضع ادا استمر على ما هو عليه سينمي أكثر الإرهاب في المنطقة، وستزداد العمليات الإجرامية مما يستوجب على المنتظم الدولي التحرك لوضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء في الوقت الذي تقدم فيه المغرب بمقترح الحكم الذاتي منذ 2007 والمستلهم من تجارب دولية كألمانيا واسبانيا وايرلندا وبلجيكا ..مضيفة أن الجزائر تتحكم في البوليساريو وعملت على تزويد الجبهة بالمال والسلاح، كما تعمل على عرقلة إحصاء سكان المخيمات بتندوف بالرغم من النداءات المتكررة للمفوض السامي لشؤون اللاجئين، مما يعبر عن النية المبيتة غير الصادقة للجزائر اتجاه مشكل الصحراء والتي لاتريد ان تساهم في ايجاد حل مناسب له.