آخر ساعة

ESISC يسلط الضوء على علاقات البوليساريو بالمنظمات الإرهابية

حولت جبهة البوليساريو منطقة الساحل و الصحراء إلى مجال خصب لتوالد الخلايا الإرهابية التابعة لمنظمة القاعدة و لداعش و لعل خير تجسيد لهذه الحقيقة يتجلى في  ظهور ومشاركة أفرادها إلى جانب الجماعة السلفية للدعوة و القتال كجناح للقاعدة في الصحراء، والتي قامت بعمليات هجومية متكررة على عدة دول في المنطقة، كما قامت باختطاف سياح أجانب فرنسيين و أسبان.

 

وفي هذا السياق كشف المركز الأوربي للدراسات الإستراتيجية و الأمنية النقاب عن العلاقات المشبوهة بين الجماعات الانفصالية في إفريقيا والظاهرة الإرهابية التي تعرف تطورا ملفتا للنظر يهدد استقرار المنطقة ككل و يفتحها على المجهول. و في هذا الإطار كشف المركز منذ 2005 عبر عدة تقارير إستراتيجية عميقة تنم عن حس علمي و استراتيجي عميق؛ في منأى عن أية نزوعات خارجية؛ عادة ما تنزاح بمجموعة من التقارير الدولية عن الحقيقة الواقعية حيث ان هذا المركز طرح بالواضح و المباشر العلاقات المشبوهة التي تقيمها جبهة البوليساريو الانفصالية مع تنظيم القاعدة؛ الذي ينشط في منطقة الساحل و الصحراء؛ تحت اسم الجماعة السلفية للدعوة و القتال. كما قدم معطيات في غاية الأهمية عن التحول الإيديولوجي الذي تعرفه البوليساريو اتجاه الإيديولوجية السلفية؛ بعد فشل الإيديولوجية الشيوعية في تحقيق طموحاتها الانفصالية.

لقد اخترق التطرف السلفي الجهادي صفوف جبهة البوليساريو خصوصا و أنه قد تسربت إلى الجبهة عناصر من غير الصحراويين من أفارقة الساحل و الصحراء الكبرى تم تجنيدهم من قبل الإيديولوجية السلفية المتطرفة والتي تتعايش بين ظهراني سكان مخيمات تندوف حيت تقوم بتجنيد الشباب اليائس بالمخيمات.                                                       .

لقد أصبحت تثار خلال السنوات الأخيرة أسئلة كثيرة حول المصير القاتم الذي تواجهه منطقة المغرب العربي خاصة؛ ومنطقة الشمال والغرب الإفريقي بشكل عام نتيجة ما قامت به البوليساريو بتواطؤ مع الجزائر و خصوصا بعد أن أصبح يتأكد يوما بعد يوم؛ أن موجة الإرهاب الدولي تقتحم المنطقة بقوة؛ و هذا ما أكدته الكثير من التقارير الدولية؛ و على قائمتها ما قدمه المركز الأوربي للدراسات الإستراتيجية و الأمن  (ESISC) بخصوص هذا الموضوع. غير أن ما يلفت الانتباه في هذه التقارير؛ هو كونها تجمع على الدور الخطير الذي أصبحت تلعبه جبهة البوليساريو؛ باعتبارها المحور الأساسي لكل هذه الحركية الإرهابية؛ التي تهدد المنطقة الإفريقية بأكملها؛ و خصوصا الدول الأكثر هشاشة؛ و التي لا تمتلك قدرات تمكنها من مواجهة هذا الخطر الإرهابي المحدق بها.

إن جبهة البوليساريو التي تحولت إلى منظمة إرهابية بشهادة عدة تقارير دولية تخوض حربا انفصالية على المغرب بادعاء تقرير المصير،وتهدد بالعودة إلى إعلان حرب العصابات، وهذا يخفي أكثر مما يعلن لأن حرب العصابات تحيل على تهديد إرهابي مبطن لانها تعيش آخر أيام أطروحتها الانفصالية؛ ولهدا فهي مستعدة لتغيير الخطة في أي وقت؛ نحو العمليات الدموية ضمن تصور إيديولوجي مغاير؛ يستبدل الشيوعية بالسلفية وفي هدا الإطار تكون قد   دخلت في مرحلة متقدمة من التنسيق مع الجماعة السلفية للدعوة و القتال؛ و التي تعتبر ذراع تنظيم القاعدة في المنطقة. بل و شاركت فعليا في عمليات التنظيم بقيادة ما يسمى بعمر الصحراوي .

فجبهة البوليساريو تمتلك مليشيات متدربة، واذا ما تم تحويلها في اتجاه العمليات الإرهابية؛ فإن الأمر سيكون خطيرا للغاية؛ ليس على مستوى المنطقة المغاربية و الإفريقية فحسب؛ و لكن سيمتد الخطر إلى الجوار الأوربي؛ ليتحول فيما بعد إلى دعم كبير للإرهاب الدولي .

إن مجموع هذه الاعتبارات؛ تؤكد بقوة أن المغرب قد دخل مرحلة جديدة؛ في دفاعه عن حقوقه التاريخية و الجغرافية في الصحراء الجنوبية للمملكة؛ و كل المؤشرات توحي بأن المواجهة القادمة مع البوليساريو؛ ستكون مواجهة مع الإرهاب السلفي؛ بعد أن كانت في السابق مواجهة مع العصابات الكاستروية – التشيكيفارية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *