وطنيات

سعيا للاندماج … سلفيون مغاربة يطلقون جمعية للإدماج والإصلاح

يعيش عددٌ كبير من السلفيين المعتقلين على ذمة قضايا الإرهاب سابقاً في المغرب ظروفاً اجتماعية صعبة، بعدما فقدوا أعمالهم بسبب السمعة المرتبطة بعقوبة السجن.

بعض هؤلاء يسعون اليوم إلى إبعاد شبهة الإرهاب والتطرف عنهم، من خلال تأسيس هيئة مدنية أطلقوا عليها “الجمعية الوطنية للإدماج والإصلاح”.

معاناة بعد الخروج من السجن

“عائشة سبوح”، أمٌّ لأربعة من معتقلي ما يعرف في المغرب بـ”السلفية الجهادية” اعتقل أربعة من أبنائها وزوجها في وقت سابق، تروي كيف كانت تضطر للسفر باستمرار لـ 3 مدن لزيارة أفراد عائلتها، فهي المعيلة الوحيدة لزوجها وثمانية أبناء، أربعة منهم اعتقلوا قبل خمسة أشهر من تفجيرات 16 أيار عام 2003 بالدار البيضاء.

تقول عائشة لـ”هافينغتون بوست عربي” “أعمل خادمة في المنازل لإعالة زوجي وثمانية أبناء، بعد معاناة السفر لزيارة أبنائي في السجون المغربية، تضاعفت متاعبي اليوم بعد خروجهم، جميعهم لا يعملون وقد أصيبوا بأمراض عضوية أو نفسية خلال فترة الاعتقال، فيما تحوّل ابني الأصغر إلى الإدمان.”

لسنا إرهابيين.. نريد عملاً

قصة عائشة هي مثالٌ عن قصص كثيرة مشابهة وكانت سبباً في إعلان نشطاء في الحركة السلفية بالمغرب منتصف مارس عن تأسيس “الجمعية الوطنية للإدماج والإصلاح”، وهي هيئة مدنية لإعادة إدماج المعتقلين السابقين في المجتمع، وتوفير فرص عمل لهم.

وتطالب الجمعية التي يرأسها الشيخ السلفي عبد الكريم الشاذلي، السلطات المغربية بـ”التفاعل الجاد من أجل إيجاد فرص عمل وتسهيل الإدماج الاجتماعي للمعتقلين الإسلاميين السابقين”

إيمان بالعمل السلمي

وتؤمن المنظمة السلفية كما جاء في وثيقة التأسيس بـ”العمل السلمي والعلني البعيد عن جميع أنواع الإقصاء والضبابية” وتعتبر أن “المؤسسة الملكية تجسّد الشرعية التاريخية والسياسية والدينية”.

ويقول خالد غزالي نائب رئيس الجمعية السلفية “ستكون مرحلة جديدة نعمل خلالها حقوقياً، لحلّ قضية المعتقلين الإسلاميين في المغرب، خصوصاً مَن تعرّضوا لانتهاكات حقوق الإنسان، ولدينا الآن أكثر من 170 ملفاً” فيما يتجاوز عدد المفرج عنهم الألف.

مصالحة مع الدولة

وكان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي قد صرّح في يناير الماضي، أن الحكومة بصدد التفكير في آليةٍ لإعادة إدماج المعتقلين السابقين على ذمة قضايا الإرهاب.

وطالب منتدى الكرامة لحقوق الإنسان (غير حكومي)، في بيان أصدره في نوفمبر الماضي، بتفعيل ما أسماه “مقاربة تصالحية” في التعامل مع المعتقلين في قضايا “الإرهاب” بالمغرب، ودعا إلى “نزع فتيل التوتر بين الدولة وأولئك المعتقلين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *