المغرب الكبير | هام

في الجزائر..مسيرة ل10 آلاف أستاذ للمطالبة بالإدماج المباشر

يزحف آلاف الأساتذة المتعاقدين في الجزائر منذ 29 مارس 2016 في مسيرة حاشدة، انطلقت من ولاية بجاية شرق البلاد، نحو مقر وزارة التربية الوطنية بقلب العاصمة.

ويطالب الأساتذة المتعاقدون من وزيرة التربية بالجزائر، نورية بن غبريط، بتثبيتهم في المناصب التي يعملون بها بشكل تلقائي ودون اجتياز الامتحان المحدد له نهاية أبريل.

 

مسيرة ماراثونية

 

ويقطع الأساتذة المحتجون في مسيرتهم سيراً على الأقدام مسافة أكثر من 270 كيلومتراً، وفي كل نقطة ما بين الولايات يزداد عدد الملتحقين بركب الغاضبين الوافدين إلى وزارة التربية بالعاصمة.

الأستاذ عيسى دموش، أحد المشاركين في المسيرة، أشار إلى أن المسافة التي تم قطعها حتى اليوم 31 مارس 2016 وصلت إلى مدينة البويرة التي تبعد 100 كلم عن العاصمة.

وبالتالي فمسيرة الأساتذة لم يبقَ لها الكثير حتى تصل إلى أبواب العاصمة، حيث من المرتقب أن يلتحق العدد الأكبر من المتعاقدين في التعليم من مختلف مناطق الجمهورية، حسب المتحدث.

فاطمة رزيق، من ولاية سطيف، تؤكد أن التعب نال من الكثيرين، لكن حق الإدماج المشروع، يجعل الآلاف منهم عازمون على بلوغ العاصمة سيراً على الأقدام وقطع كل تلك المسافة.

 

10 آلاف أستاذ

 

سمير بن حاتلة، عضو بالمجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، يقول إن المسيرة بدأت من ولاية بجاية بنحو 800 أستاذ وأستاذة، يمثلون ولاية بجاية والولايات المجاورة.

وارتفع العدد إلى نحو 1800 أستاذ متعاقد في اللحظات الأولى من انطلاق المسيرة بقلب ولاية بجاية، بعد التحاق عدد لا بأس به من المعنيين بالمسيرة من مختلف مناطق الجمهورية.

اليوم – كما قال – “ونحن بولاية البويرة وصل العدد إلى ما يزيد على 4000 أستاذ، ويتوقع ارتفاع العدد حين وصول العاصمة إلى ما يربو على 10 آلاف معتصم، بعد التحاق ولايات الغرب، والوسط وبعض ولايات الجنوب”.

ويذكر المتحدث أن عدد المستخلفين والمتعاقدين في سلك التعليم على المستوى الوطني يزيد على 20 ألف أستاذ.

لماذا بجاية؟

تساؤل طرحه جلُّ الجزائريين حول اختيار ولاية بجاية كمنطلق في “مسيرة الكرامة”، كما سمَّاها الأساتذة نحو العاصمة، ونحن بدورنا كنا فضوليين لمعرفة السبب وراء اختيار هذه الولاية رغم بعدها عن العاصمة بـ270 كلم.

سمير بن حاتلة أكد أن اختيار الأساتذة لولاية بجاية كان من خلال اللقاءات المتكررة للمجلس الوطني للمتعاقدين، وكذلك الصفحة الرسمية لمطلب الإدماج التي أنشأها أساتذة ناشطون منذ انطلاق الفكرة على فيسبوك.

وتم اختيار بجاية البعيدة عن العاصمة بـ270 كلم ،لإعطاء صبغة التحدي وتمسك المحتجين بالمطلب، والترويج أكثر للمسيرة كونها ستقطع المسافة كاملة سيراً على الأقدام.

أما الأستاذ المستخلف المشارك في المسيرة عبدالحليم بوراوي، فيعتبر أن اختيار بجاية كان من باب الأمن؛ لأن الولاية محسوبة على منطقة القبائل، والشرطة والدرك هناك لهما تعليمات خاصة في التعامل مع المواطنين بلين.

ويضيف عبدالحليم: “لو تم اختيار ولاية أخرى لقام رجال الأمن بفضّ الاعتصام والمسيرة في أيامها الأولى”.

 

ممرضون ومسعفون

 

الملاحظ أن المسافة التي قطعها الأساتذة المحتجون في مسيرة الكرامة كانت دون مرافقة لسيارات الإسعاف أو رجال الحماية المدنية.

وتحول الأساتذة المتعاقدون إلى ممرضين ومسعفين يقومون بالتدخل لنقل ومعالجة المرضى والمصابين، خاصة الجنس اللطيف.

وتؤكد حورية رماوي، أستاذة مستخلفة ضمن المسيرة، أنها تعرضت لإغماء، وأرغمت رفيقاتها على التدخل وتقديم الإسعافات الأولية قبل نقلها إلى مستشفى آقبو لتلقي العلاج المطلوب.

كما تضيف أن زميلتهم خيرة بن جادة تعرضت لالتواء في الكاحل، وتم نقلها بإمكانيات الأساتذة المتواضعة إلى المؤسسة الاستشفائية بمدينة تازمالت.

وأثنت المتحدثة على بعض الجمعيات كالهلال الأحمر الجزائري، ومساعي المواطنين العاديين الذين قدموا يد المساعدة في كل المناطق التي مرُّوا بها.

 

رفضوا حل الوزيرة

وسارعت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط لاحتواء الوضع مباشرة بعد انطلاق مسيرة “الكرامة” للأساتذة المتعاقدين، إذ استدعت أعضاء من المجلس الوطني لهذه الفئة، للجلوس إلى طاولة الحوار.

اجتماع الوزيرة مع ممثلي المحتجين كان في 30 مارس 2016 بمقر الوزارة، وتمخض عن احتساب خبرة الأساتذة المتعاقدين والمستخلفين لنقاط تضاف إلى مسابقة التوظيف القادمة وما يشملها من اختبارات.

الحل لم يُرضِ المحتجين الذين واصلوا المسيرة وكأن اجتماعاً لم يكن، وقالت فاطمة رزيق إن الوزيرة تريد كسر المسيرة، ولن نقبل – كما قالت – “إلا بالإدماج المباشر في مناصبنا”.

وهو ما ذهب إليه فريد صايغي الذي طالب زملاءه برصِّ الصف ومواصلة المسيرة؛ لأن وعود الوزيرة – حسب قوله – “لا تخدم المستخلفين والمتعاقدين الذي قضوا سنوات طوال في سلك التعليم”؛ لذا طالب هو الآخر بالتوظيف المباشر بدل انتظار وصفة الامتحان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *