آخر ساعة

شهادات حية عن الواقع المزري لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف

كثيرة هي الأفلام الوثائقية والإبداعات الفنية الأجنبية التي تناولت واقع الحياة في مخيمات تندوف لعل أبرزها الفيلم الوثائقي تحت عنوان “المسلوب” وهو من إخراج الاسترالية من أصل بوليفي فيوليتا ايالا و الاسترالي دان فولشو، والذي تضمن مقابلات مع صحراويين ذوي بشرة سمراء تم اخذ شهاداتهم حول واقع الرق و العبودية الذي يعيشون تحت وطأته والممارسات الحاطة من الكرامة الإنسانية التي تمارس على بعض الفئات، وذلك نظرا لوجود انقسامات عرقية و طبقية داخل المخيمات و لوجود قبائل عربية صحراوية وأخرى من أصول افريقية جنوب الصحراء، مما يساعد على بروز مثل هاته المعاملات التي تعود الى القرون الوسطى حيث كانت تعم الفوضى وغلبة القوي على الضعيف و تقسيم الناس على حسب بشرتهم و عرقهم .

والى جانب هذا الفيلم الذي وثق للمعاناة الإنسانية بالمخيمات، فهناك رواية اسبانية تحمل عنوان “قيل الرمال” والتي تتضمن أوصافا دقيقة عن الظروف القاسية و الممارسات اللاانسانية التي تم فرضها قسرا على المحتجزين من طرف جبهة البوليساريو، والتي تعتبر من ابرز مظاهر وتجليات العبودية والرق في القرن الواحد والعشرين.

ومما يعزز هذه الحقائق و يميط اللثام عن الجرائم التي ترتكبها القيادة المتنفذة في حق ساكنة المخيمات، ماتطرق له المخرج لحسن البرهوتي في فيلمه “هوية جبهة” عن هذا الكيان المتمرس على أساليب القهر والبطش والمتسلح بكل الوسائل القذرة لتكميم الأفواه وممارسة القمع و التعذيب.

والى جانب هذه الإبداعات الأدبية و الفنية التي عرت واقع العبودية و الرق التي تسود في مخيمات تندوف بدافع مناصرة الضعفاء و المقهورين، ومن وازع الدفاع عن حقوق الإنسان و مؤازرة المستعبدين في زمن المطالبة بالحرية و الكرامة، فقد تصدت جمعيات عديدة دولية ووطنية للواقع المرير الذي تفرضه البوليساريو على المحتجزين في المخيمات بما يتنافى مع ابسط مبادئ الحقوق المتمثل في الحق في الحياة في أدنى مستوياته.

وفي نفس هذا السياق، أكد محمد سالم الشرقاوي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون السمارة على ضرورة تحرير الساكنة في مخيمات تندوف من قبضة قيادة البوليساريو و من الظروف المزرية التي تعيش فيها، كما عبر عن أسفه لاستمرار المظاهر الحاطة من الكرامة البشرية والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان بتندوف التي تعتبر محاصرة و مغلوقة أمام المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام.

فهذا الواقع المعاش الذي ينتصب على مرأى ومسمع الأمم المتحدة ليعتبر خير دليل على كذب ادعاءات الانفصاليين وفشلهم في وضع حد لمعاناة الساكنة التي أصبحت ترى في قيادة الجبهة السبب الرئيسي و المباشر في استمرار معاناتهم وفي تفشي مظاهر الرق والعبودية وفي انسداد الأفق بما تمارسه من أساليب لا تتماشى بتاتا مع المواثيق الدولية ولا الأعراف المتوارثة ولا حتى مع ابسط مفهوم الكرامة الإنسانية في أدنى تجلياتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *