آخر ساعة

الصحراء …الدرس الفرنسي للجزائر

لعل الزيارة التي قام بها الوزير الاول الفرنسي “مانويل فالس” مؤخرا إلى الجارة الشرقية حملت ما لاتشتهيه سفن الجزائر، التي كانت ترتقب منذ مدة ان تكون هده الزيارة بمثابة إشارة لاستئناف العلاقات مع باريس التي كانت مشحونة بين البلدين بسبب موقف فرنسا من ملف الصحراء المغربية والذي تدعمه كعضو في مجلس الأمن.

زيارة الوزير الاول الفرنسي للجزائر سبقتها أجواء غير صحية لا لانها تجري دون تغطية إعلامية فرنسية، بسبب مقاطعة وسائل الإعلام الرئيسية في فرنسا لهذه الزيارة تضامنا مع صحيفة “لوموند” و”كنال بلوس”، كما تم رفض منح التأشيرة لصحافيين فرنسيين للدخول الى الجزائر ،مما حدا بهما إلى مقاطعة الزيارة التي لم يكن لها أي صدى في وسائل الإعلام الفرنسية .

ويعتبر ما حدث ضربة موجعة للرئيس الجزائري ومهندسي قصر المرادية من جنرالات وعسكر .الذين كانوا على أهبة الاستعداد لاستقبال الوزير الاول الفرنسي وعلى رأسهم عبد المالك سلال، وخلال اللقاء الصحفي الذي أجرته معه الصحافة الجزائرية جدد مانويل فالس ، التأكيد على أن موقف فرنسا فيما يتعلق بالصحراء لم يتغير داعيا إلى تقارب بين المغرب والجزائر.

وفي معرض جوابه عن سؤال، حول دعم باريس للرباط في هذه القضية التي قد تكون مصدر اختلاف مع السياسة الخارجية الجزائرية، قال “مانويل فالس” في حديث لصحيفة “الوطن الجزائرية” على هامش زيارته إلى الجزائر، “نحن نؤيد العمل الذي تقوم به الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف وفقا لقرارات مجلس الأمن. ونأمل في أن تتمكن بعثة المينورسو من مواصلة مهامها وأن يتم تجديد ولايتها قريبا” وهذا ما اعتبر صفعة قوية للجزائر والبوليساريو في عقر دارها، وأمام الصحافة المحلية التي لم تتحل بالجرأة الكاملة لنشر هذه التصريحات أمام العالم.

وأبرز “مانويل فالس” أن بلاده كعضو في الأمم المتحدة فتحت، خلال الأسابيع الماضية، حوارا في إطار توتر العلاقات مابين المغرب وبان كيمون من أجل تهدئة العلاقة بين المغرب والأمم المتحدة.

الوزير الأول الفرنسي، خلال هذه الزيارة التي جرت وسط توتر في العلاقات الفرنسية الجزائرية قال ”لم تتغير سياستنا في هذا الصدد. ونعتقد بأن التقارب بين الجزائر والرباط يشكل عنصرا هاما للاستقرار بمنطقة المغرب العربي”.وهذا تأكيد للجزائر ان فرنسا لن تحيد عن موقفها تجاه ملف الصحراء المغربية والذي تسانده من اجل وضع حل نهائي لهدا المشكل في إطار ما تقدم به المغرب لمجلس الامن والمتمثل في الحكم الذاتي الذي يعتبره الجميع وخاصة الدول الأعضاء في مجلس الأمن كحل واقعي لهدا المشكل الذي يهدد المنطقة ككل و أوربا في حالة استمراره لما تعرفه المخيمات من اختراق من طرف المنظمات الإرهابية وتجار المخدرات التي فتحت لهم الجزائر الباب على مصراعيه لاستقرار وممارسة أنشطتها بكل حرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *