آخر ساعة

عشرات المحتجزين يفرون من جحيم مخيمات تندوف

رغم علمهم بمصير مخاطرتهم للهروب من مخيمات تندوف، والتي غالبا ما تكون عقوبتها السجن في مكان مجهول في الفيافي مدى الحياة أو التصفية الجسدية إذا ما علمت مليشيات البوليساريو بنوايا الراغبين في الالتحاق بأرض وطنهم الأم ، لم تمنع تلك الإجراءات، المخالفة لمبادئ الأمم المتحدة التي تجعل من حرية التنقل إحدى الركائز باعتبارها حقا أساسيا من حقوق الإنسان،فقد أقدم الكثير من المحتجزين بمخيمات تندوف على المغامرة بحياتهم والعمل على اختراق الحصار المفروض عليهم بشتى الطرق من أجل الرجوع إلى وطنهم، مدفوعين برغبتهم الشديدة في الالتحاق بذويهم وبني جلدتهم في الأقاليم الجنوبية المغربية هروبا من جبروت آخر قلاع النظام الستاليني القمعي، ليقينهم بأن وطنهم فاتح ذراعيه ليحضنهم.

وفي هذا الصدد، أكدت مصادر من موريتانيا ومن بعض العائلات الصحراوية مؤخرا بأن ما يزيد عن سبعين شخصا أغلبهم من النساء والأطفال تمكنوا من الهروب من مخيمات تندوف، بعد مسيرة من المعاناة من جراء الجوع و التشرد والخوف، إلى أن تمكنوا من الدخول إلى التراب الموريتاني، حيث توجهوا إلى قنصلية المغرب بهذا البلد، قصد إجراء التدابير الإدارية اللازمة من اجل معانقة وطنهم الأم، مؤكدين أنهم تركوا وراءهم المئات من النازحين الذين ينتظرون دورهم من اجل الانفلات من القبضة الحديدية التي تخنق أنفاسهم، بعدما سئموا من الشعارات الجوفاء التي يرددها الانفصاليون والتي هي مجرد ادعاءات من اجل احتجازهم بغرض الاستمرار و المتاجرة بقضيتهم.

وتأتي هذه الموجة الجديدة من النزوح والهروب الجماعي من المخيمات، بعدما دحضت كل الوعود التي تعطيها الجبهة بغرض إيهام المحتجزين أن الوقت قد حان لوضع حد لمعاناتهم، في الوقت الذي تعيش فيه هاته الساكنة كل أشكال الذل و الفقر والعبودية والقهر، و تتجرع كل الممارسات الحاطة من الكرامة الإنسانية، وهو ما وضعها بين مطرقة الرضوخ إلى سياسة البطش الممارس في حقها مع مكافأتها بالنزر القليل من المساعدات، وسندان عدم الامتثال لتلك الممارسات مع تحمل عواقب ذلك من تجويع وسجن وتخوين.

مقابل هذا تقوم السلطات المغربية حاليا بجميع العمليات من اجل تسريع استكمال الإجراءات الإدارية لعودة هؤلاء المحتجزين إلى ارض الوطن، حيث يستعد بعض أقربائهم بمعية نشطاء حقوقيون في جهات العيون الساقية الحمراء و بوجدور و الداخلة وادي الذهب لتشكيل قافلة حقوقية لاستقبالهم عبر منطقة الكركرات، في احتفالية تترجم معانقة إخوانهم وأخواتهم على نجاحهم في اقتحام الحواجز الوهمية التي أقامها الانفصاليون، وليهنئوهم على سلامتهم وليرحبوا بهم في وطنهم الأم من اجل العمل معا لاستكمال مسيرة التنمية والازدهار والبناء في كامل ربوع المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *