آخر ساعة

ماذا يعني تلويح البوليساريو بورقة الحرب ضد المغرب؟

جبهة البوليساريو تتقاذفها الأزمات الداخلية إلى حد اقترابها من حالة الانفجار والانحلال، لهذا تخرج بين الفينة والاخرى بتصاريح ملتبسة ومتناقضة تكرر بين الفينة والأخرى بالعودة إلى حمل السلاح ضد المغرب رغم درايتها بالتعقيدات الإقليمية والدولية الراهنة التي لا تسمح إطلاقا بقيام مثل هذه الحرب في المنطقة. أولا هناك عدم التساوي في موازين القوى العسكرية بين البوليساريو والمغرب إضافة إلى أن الظروف الموضوعية إقليميا ودوليا تجعل من إقدامها على مثل هذه الحماقة انتحارا حقيقيا ونهاية ما تبقى من هذه الحركة الكرتونية وسط الصراع المحتدم بين قياداتها على خلافة رئيسها المريض محمد عبد العزيز.

يرى المتتبعون لملف الصحراء المغربية إن تهديدات البوليساريو بإعلان الحرب على المغرب هو “مجرد شعارات مناسباتية اعتادت القيادة الهلامية إطلاقها ولا تستطيع تنفيذها على الأرض بل تحكمها ثلاثة محددات أساسية، تفسر هذا التصعيد ضد المغرب، وهي أولا الدعاية الداخلية لامتصاص الغضب الشعبي بحيت يعتبر استخدام البوليساريو للغة التهديد باللجوء إلى حمل السلاح ضد المغرب محاولة لاستغلال ملف النزاع على المستوى الداخلي، لضبط الجبهة من الداخل والتحكم فيها لا سيما وأن شعار “الكفاح المسلح” يعتبر ركيزة من ركائز بروباغندا عصابة الانفصاليين ويؤكد المحللون أن الجبهة توظف شعار الحرب كوسيلة للتجييش والتعبئة داخل مخيمات تندوف، للتغطية على واقع الانشقاقات التي ساهمت فيها التركيبة النفسية والذهنية المستبدة لقادتها الأبديين، والتنفيس وامتصاص الاحتقان الموجود داخل المخيمات، وصرف الأنظار عن المشاكل الداخلية التي باتت تعيشها،  وثانيا الهروب إلى الأمام ومحاولة المناورة والضغط و وقمع المعارضين وكل الأصوات المتمردة على سياسة القيادة، وإيهام سكان المخيمات” بضرورة تأجيل مطلب الديمقراطية بدعوى أن التنظيم في “حالة حرب. ثالثا رغبة الجزائر في استدراج المغرب للحرب حيث تتبنى سلوكا عدوانيا تجاه المملكة تؤكده عدة معطيات وسوابق تاريخية وميدانية وصولا إلى دعم واحتضان وتوظيف تنظيم انفصالي لإضعاف المغرب مما يعتبر في نهاية المطاف إستراتيجية عدائية تجاه جاره، إذ يبقى هذا التنظيم مجرد أداة تنظيمية ودعائية توظف من طرف عساكر ومخابرات الجزائر للعب على نفسية المغرب.

يرى كذلك بعض المراقبين إن البوليساريو تبدو أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن تتفكك وتطلق سراح المحتجزين في إطار قبولها بالحلّ المنطقي والمعقول المتمثل في مقاربة الحكم الذاتي الدي طرحه المغرب، وإما أن تتحول إلى تنظيم إرهابي ينشط على شريط الساحل والصحراء وهدا ما تعمل عليه حاليا مما سيؤدي الى زعزعة الأمن والسلم الدوليين، كما سينعكس بشكل سلبي على المصالح الحيوية للدول الكبرى بالمنطقة. ويضيف كدلك هؤلاء المراقبون أن مناورة بوليساريو تعتبر بمثابة اختبار وجس النبض يطلقه الانفصاليون لمعرفة ردة فعل المغرب والقوى الغربية المؤثرة في صناعة القرارات الإستراتيجية والمصيرية.

 

كل هده التهديدات ماهي الا رسائل للمؤسسات الدولية  لتضغط على المغرب من أجل تقديم بعض التنازلات واستئناف المفاوضات وحلحلة الملف في الاتجاه الذي يخدم مصالح البوليساريو وأهدافها الانفصالية.

على ارض الواقع يبقى البوليساريو غير قادر على  شن الحرب ضد القوات المسلحة المغربية، لعدم تكافئ القوى بين الجبهة والدولة المغربية التي يحسب لها الف حساب لتوفرها على ترسانة عسكرية متطورة أنى للبوليساريو التي لاتمتلك ولو قوت يومها ان تدخل معها في عمليات عسكرية إلا إذا تعلق الأمر بحرب بالوكالة تخدم مصلحة الجزائر بشكل أساسي لجر المغرب إلى مواجهة مباشرة مع الجزائر و هذا الاختيار يبقى أيضا حماقة الشرقي و ضرب من الخيال من طرف الجار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *