متابعات | هام

هل أوروبا تحتضر بعد خروج بريطانيا؟..اليمين المتطرف أكبر مستفيد..

بعد صدور نتائج استفتاء الشعب البريطاني الذي اختار الخروج من الاتحاد الأوروبي تعالت أصوات أحزاب اليمين في بقية أوروبا المطالبة بإجراء استفتاءات مماثلة على الخروج.

وفق تقرير نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، الجمعة 24 يونيو 2016، فقد أكدت زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبين أن للشعب الفرنسي هو الآخر حق الاختيار؛ وكذلك السياسي الهولندي الشهير بمعارضته للاجئين خيرت فيلدرز قال هو الآخر أن هولندا تستحق أن تعقد استفتاء وطنياً لتقرير مصير عضويتها في الاتحاد، وانضم حزب “رابطة الشمال” الإيطالي إلى جوقة تلك الأصوات بقوله “الدور الآن دورنا”.

 

تداعيات الخروج

 

وكانت نتائج التصويت البريطانية قد صدرت بواقع 52% مقابل 48% في نجاح لصالح الخروج من الاتحاد بعد عضوية دامت 43 عاماً، أما ديفيد كاميرون فأعلن أنه سيتنحى من منصبه رئيساً للوزراء.

تداعيات الخروج التاريخي توالت فور إعلان النتائج إذ هبطت أسواق الأسهم العالمية هبوطاً كبيراً فيما انخفض سعر الجنيه الاسترلينيي بشكل كبير أيضاً.

من جهته دعا البرلمان الأوروبي إلى عقد جلسة خاصة يوم الثلاثاء القادم، ويقول المحللون أن الخوف الآن من سلسلة التبعات والتداعيات التي ستتوالى واحدة تلو الأخرى بسبب خروج بريطانيا، وهو ما يخشاه سياسيو الاتحاد الأوروبي لما ينطوي عليه من أخطار تتهدد منظومة الاتحاد برمتها.

من أبرز المهللين لخروج بريطانيا كانت الزعيمة الفرنسية “لو بين” التي علقت صورة علم المملكة المتحدة على صفحتها الخاصة في تويتر ونشردت تغريدة تقول فيها “النصر للحرية. لطالما قلت على مر السنين إن علينا الآن أن نجري الاستفتاء ذاته في فرنسا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي.”

  يذكر أن لوبين هي مرشحة الجبهة من بين مرشحين كثر لمنصب رئاسة الجمهورية في انتخابات 2017، لكن استبيانات الرأي ترجح أنها ستخسر في انتخابات الترشح التمهيدية.

 

أجراس أوروبا تقرع

 

ويخشى الاتحاد الأوروبي من أن خروج بريطانيا وتبعاته قد تدمر جهود 70 عاماً من الاندماج والوحدة الأوروبية.

تقول كاتيا آدلر مى فريق تحرير موقع بي بي سي المتخصصة في الشأن الأوروبي، أنها طوال حياتها لم تشهد تنامياً وتفشياُ لروح التشكك والفرقة في الاتحاد الأوروبي بقدر ما تشهده الآن.

فالكثير من الأوروبيين راقبوا توجه الناخبين البريطانيين إلى صناديق الاستفتاء بعينين تملؤهما الحسد وتأكلهما الغيرة، فالكثير من القضايا والشكاوى التي يتذمر منها أنصار حملة الخروج تلقى أصداء مماثلة وآذانا صاغية موافقة عبر دول القارة الأوروبية طولاً وعرضاً.

فصباح اليوم وغداة إعلان النتيجة المرتقبة اصطف جميع سياسيي أوروبا المتشككين بمستقبل الاتحاد صفاً واحداً في تأهب لتنعق سوياً على نتيجة استفتاء بريطانيا.

أما أجواء بروكسل فمكفهرة يسودها الوجوم؛ استفتاء بريطانيا يدق أجراس خطر منذرة بأن الاتحاد الأوروبي حالياً آيلٌ للانهيار.

الجمعة الماضية خطبت لو بين في حشد من أحزاب أقصى اليمين بفيينا قائلة “لدى فرنسا ربما 1000 سبب فوق أسباب الإنكليز تجعلنا نرغب بالخروج من الاتحاد الأوروبي.”

وصبت اللوم على الاتحاد الأوروبي في ارتفاع البطالة والفشل في منع دخول “المهربين والإرهابيين والمهاجرين لتحسين أوضاعهم الاقتصادية.”

أما فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي فقال في بيان له “نريد أن نتولى زمام القيادة في بلدنا ومالنا وحدودنا وسياسة هجرتنا الخاصة. الهولنديون بحاجة ماسة إلى فرصة تقرير مصير عضوية هولندا بالاتحاد الأوروبي بأسرع ما يمكن.”

هذا وستشهد هولندا انتخابات عامة في شهر مارس من العام المقبل، ووفق بعض استطلاعات الرأي فإن فيلدرز يتصدر؛ وكذلك قال استطلاع رأي هولندي مؤخراً أن 54% من الشعب الهولندي يريد استفتاء.

أما ماتيو سالفيني زعيم حزب “رابطة الشمال” الإيطالي المعادي للهجرة فغرد على تويتر قائلاً “مبروك لشجاعة المواطنين الأحرار! لقد انهزمت الأكاذيب والتهديدات والابتزازات على يد القلب والعقل والإباء. شكراً بريطانيا؛ الدور الآن دورنا.”

  وفي الدنمارك رحب حزب الشعب الدنماركي القومي، الذي لديه مآخذ على الاتحاد الأوروبي يريد مساومتها ومفاوضتها، رحب بالقرار “الشجاع” الذي اتخذه البريطانيون، منوهاً في الوقت ذاته أن على الجميع “الاحتفاظ بهدوئهم.”

وفي أصداء وردود الأفعال على النتيجة قال نايجل فاراج زعيم حزب الاستقلال البريطاني “إن الاتحاد الأوروبي يحتضر”.

أما دونالد تاسك رئيس المجلس الأوروبي فقال أن “هذا ليس وقت ردود الأفعال الهستيرية”، مشيراً إلى أنه “عازم على الحفاظ على وحدتنا بـ27 دولة “. وأضاف كذلك “حتى يحين موعد خروج بريطانيا الرسمي من الاتحاد الأوروبي سيستمر القانون الأوروبي في السريان على بريطانيا وفي داخلها، وأعني بهذا كلاً من الحقوق والواجبات.”

في حين نفى رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز أن خروج بريطانيا قد تعقبه تبعات لا تحمد عقباها، قائلاً أن الاتحاد الأوروبي “متجهز جيداً.”

لكن بياتريكس فون ستورك من حزب “الحل البديل لألمانيا” المتشكك بالاتحاد الأوروبي فقد أثنت على “يوم استقلال بريطانيا العظمى” مطالبة شولتز ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بتقديم استقالتيهما.

وتمتمت “لقد فشل الاتحاد الأوروبي في وحدته السياسية.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *