آخر ساعة

أبناء مخيمات البوليساريو..بين وهم الوطن وإهمال الأسرة

إن المتتبع للوضعية الإنسانية بمخيمات تندوف يقف مشدوها من حجم معاناة ساكنتها التي تتنوع بين الاحتجاز والقهر، لتتجسد في أقصى تجلياتها الإنسانية والاجتماعية، إذ تفشت ظاهرة تخلي الآباء مرغمين في جل الأحيان بسبب ظروفهم المزرية عن أبنائهم وتركهم عرضة للضياع والإهما ليدخلوا عالم الانحراف من أوسع أبوابه، ليتبين أن أولئك الذين يتغنون بالدفاع عن النسيج المجتمعي وصون البيت الداخلي الصحراوي هم من أضروا بالأسرة الصحراوية ومزق كيانها، عندما اختاروا لها غصبا موطنا آخر لتعيش مغتربة ذليلة بعيدة عن الوطن الأم، وذلك لخدمة أجندات خارجية ومآرب شخصية ونزوات نرجسية تعود للعهد الستاليني البائد.

إن الملفت للنظر أن ظاهرة إهمال الأبناء لم تعد تقتصر على الأسر البسيطة وان اختلفت الأسباب وتنوعت الظروف، بل اليافطة التي تعلق على مداخل بيوت أولئك الذين لطالما تغنوا بتمثيل الشعب الصحراوي في المؤتمرات و المنتديات الدولية متباكين على “الكيان الصحراوي” و”الأسرة الصحراوية”  و من بينهم “امينتو حيدر” التي تخلت على ابنيها “محمد” و”حياة” و “تكبر هدي”  وابنها المسمى قيد حياته “محمد لمين”،  و”ولد باكيتو” الذي يعمل في مكتب الأندلس و ابنته “ليلى باكيتو” بطلة سلسلة من الفضائح، و القيادي الصحراوي الكبير “البشير مصطفى السيد”  وابنته الممثلة الصحراوية “مريم البشير” التي أبت إلا أن تظهر شبه عارية في إحدى مجلات الموضة الاسبانية العام الماضي.

ولعل العنوان الأبرز لضحايا الإهمال الأسري ابنة الأمين العام لوزارة الإعلام الصحراوية “عمر بولسان” المسماة “نعيمة غاليوتي ” المزدادة  بمخيمات تندوف، من زوجته الأولى التي كانت في عمر ابنته، و التي تقطن حاليا ب”بلاد الباسك”، قبل طلاقه منها ليتزوج من أخرى ذات أصول موريتانية، ليقوم بعدها بإرسال ابنته نعيمة إلى اسبانيا و هي ابنة الثماني سنوات لتستقر مع إحدى عشيقاته بمدينة “مالاغا ” تدعى “ايزابيل غاليوتي مارويندا ” التي تكفلت برعايتها حتى يتسنى له هو “التفرغ” لعمله “الإعلامي-الحميمي” بجزر الكناري.

الابنة “نعيمة” هاته التي عانت الإهمال الأسري وذاقت مرارة الحرمان العاطفي بينما أبوها “عمر بولسان” يتحين الفرص لتحقيق مصالحه الشخصية و تلبية “رغباته” مع صنوف من “ناشطات” المخيمات، انقلب حالها رأسا على عقب وتفرقت أمامها السبل لتقرر اعتناق الديانة المسيحية لعلها تجد الملاذ والخلاص فتظهر على مواقع التواصل الاجتماعي ولتقول لوالدها تبا لك ولكذبك وخداعك يامن تدعي أنت وأشباهك صون الأسرة الصحراوية وأبنائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *