منوعات | هام

دفن بها 333 وليا…”تمبوكتو” مدينة الأولياء الصالحين

دمر جهاديون في 2012 اضرحة الاولياء التي يتبارك بها سكان تمبكتو المدينة الساحرة في شمال مالي، واعيد بناؤها كما كانت تماما بفضل منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).

وامام المحكمة الجنائية الدولية، اعترف احمد الفقي المهدي احد قادة جماعة انصار الدين الجهادية المالية والمتهم بالمشاركة في كل مراحل التخريب، بالتهم الموجهة اليه.

هي قبور “اولياء” في تمبكتو المدينة التي ادرجتها منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) في 1988 على لائحتها للتراث العالمي للانسانية، ثم اعيد تصنيفها في 2012 على انها جزء من التراث العالمي المهدد بالخطر.

وقال البخاري بن السيوطي الخبير الثقافي ورئيس “البعثة الثقافية لتمبكتو” التي رعت مشروع اعادة تأهيل هذه المواقع، لوكالة فرانس برس انه عندما كان يموت هؤلاء “الاولياء”، كان اشخاص يقومون بانتهاك حرمة قبورهم اعتقادا منهم ان لبقاياهم قدرات ما.

واضاف انه لحماية قبورهم، بنيت هذه الاضرحة ومعظمها من الطين في جميع انحاء تمبكتو المدينة التي تقول اليونيسكو انها تأسست في القرن الخامس وبلغت “اوج ازدهارها اقتصاديا وثقافيا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر”، وكانت مركزا ثقافيا اسلاميا كبيرا.

بعض الاضرحة تقع في المدينة او في مقابر او في مساجد. وتضم تمبكتو ثلاثة مساجد تاريخية هي جينغار بير وسنكري وسيدي يحيى.

وتابع الخبير نفسه ان هناك حاليا 22 ضريحا سليما في تمبكتو بينها 16 مدرجة على لائحة التراث لليونيسكو لكن بعضها “زال بسبب حركة الرمال”.

يقول الخبراء ان اقدمها يعود الى القرن الرابع عشر.

بناؤها الاساسي عمل جماعي قام به مجهولون لكن بشكل عام “من عائلة او اتباع” الولي المعني. وقال بن السيوطي ان “اشغال ترميم واعادة تأهيل تجري” من قبل اقرباء او سكان او متبرعين.

الشخصيات المدفونة في هذه الاضرحة منحت تمبكتو اسم “مدينة ال333 وليا”، وبعضهم يتبارك بهم السكان “للزيجات والابتهال لهطول امطار ولدفع البلاء والفاقة”.

وتقول اليونيسكو ان هذه الاضرحة ومعها المساجد التاريخية، تشهد على “الماضي العريق لتمبكتو”، مذكرة بانها كانت “مقصدا للزائرين الى مالي والى الدول المجاورة في غرب افريقيا”.

دمرت 14 من هذه الاضرحة من قبل جماعات جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة بينها انصار الدين، باسم مكافحة “عبادة الاوثان” في 2012، بعدما حاولت صرف السكان عنها.

فرضت هذه الجماعات قوانينها في شمال مالي من مارس الى يناير 2013 تاريخ بدء عملية عسكرية دولية بمبادرة من فرنسا، ما زالت مستمرة الى الآن.

لكن مناطق باكملها ما زالت خارج سيطرة القوات المالية والاجنبية.

بدأت اعادة بنائها في مارس 2014 في اطار برنامج طبقته اليونيسكو ومولته دول ومؤسسات عدة. وقد عهد بالعملية الى مجموعة من البنائين المحليين الذين اعادوا تشييد المواقع الاصلية بعد استعادة بقايا جدران والاطلاع على صور وجمع شهادات من كبار السن، باشراف امام مسجد جينغار بير.

انتهت الاشغال في يوليوز 2015 حسب اليونيسكو، وسلمت الاضرحة المجددة في 04 فبراير خلال حفل رمزي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *