غمرت فضاء مدينة أكادير، مساء أمس السبت، إيقاعات وأصداء موسيقى حفل التسامح الذي استقطب حشدا هائلا من الجمهور المغربي والأجنبي، الذي حج إلى شاطئ المدينة للإحتفاء بالقيم النبيلة للتبادل والحوار الثقافي والفرح والتسامح .
فمنذ ساعات المساء الأولى، بدأت وفود متتالية من الشباب، ذكورا وإناثا، ومن مختلف الأعمار تتقاطر على شاطئ مدينة الانبعاث لأخذ مكان مريح أمام منصة حفل التسامح في دورته الحادية عشرة، التي ضمت نخبة من ألمع الفنانين المغاربة والأجانب الذين يجمعهم قاسم مشترك هو الغناء من أجل أن يسود الإخاء والتسامح بين مختلف الشعوب .
ابتداء من الساعة التاسعة مساء، وإلى ما بعد منتصف ليلة السبت، ظلت أمواج بشرية ، اكتظ بها شاطئ أكادير الرحب، ترقص وتتمايل على إيقاعات موسيقية متنوعة، مزجت بين فنون غنائية مختلفة عكست روح الانسجام والتآلف والتنوع التي من أجلها حلت بأكادير نخبة من ألمع الفنانين المغاربة والأجانب الذين أعطوا معنى عميقا لقيمة التسامح.
تعاقب على منصة الحفل كل من ألونزو، و جولي زيناتي، والدوزي، وبلاك إم، والكريني، وكلوديو كابيو، وأمير، وفريرو دو لافيكا، وريشار أورلينسكي، وسوف، وسوبرانو ، وآش نيم ،ومجموعة نوتغ دام دو باري، وآخرون كلهم ألهموا حماس الجمهور الذي ظل لأزيد من ثلاث ساعات يردد مع جل المطربين الأغاني التي أدوها خلال الحفل.
لم يتوقف جمهور حفل التسامح ،الذي قدره المنظمون بحوالي 200 ألف متفرج، عن الرقص والتلويح بالأيادي، والتعبير عن فرحه بأشكال مختلفة دون كلل منذ بداية الحفل وحتى مغادرة الفنان ريشارد أوغلينسكي، الذي كان آخر فنان صعد منصة الحفل.
أعطى حفل التسامح في دورته الحادية عشرة البرهان، كما كان في الدورات السابقة، على أن المغرب كان وسيبقى أرضا لتكريس القيم الانسانية الرفيعة، وفي مقدمتها فضيلة التسامح والتآخي والتبادل الثقافي الذي يقوى روابط الإخاء والتقارب بين الشعوب والحضارات.
وإذا كان الآلاف من الجماهير قد استمتعوا أمس السبت في أكادير بباقات من الموسيقى والغناء التي تمجد التسامح كواحد من القيم الإنسانية الرفيعة، فإن مئات الملايين من الناس عبر العالم ستتاح لهم في القادم من الأسابيع فرصة الاستمتاع بهذا الحفل، إذ سيتم بثه على قنوات عدد من الشبكات التلفزيونية والإذاعية التي تبث برامجها عبر الاقمار الاصطناعية من ضمنها على الخصوص شبكات (تي، في 5 موند)، والقناة المغربية الثانية (دوزيم)، و القنوات الفرنسية (إم 6) و(دوبلفي 9)، و(إغ.إف.إم.) و(فيرجين).