كواليس | متابعات

المغاربة بأمريكا واعون باختيارهم الانتخابي وبالرئيس المناسب لأمريكا

تعتبر الجالية المغربية والعربية الأمريكية، رغم قلة عددها، جالية حيوية وديناميكية، شأنها في ذلك شأن مختلف الأقليات الأخرى، التي سيكون لها تأثير كبير، لا محالة، على نتيجة الاقتراع الرئاسي الحالي، الذي يظل الأكثر قوة واحتداما في تاريخ الانتخابات الأمريكية.

وتابعت هذه الجالية، التي تتقاسم مع باقي الأمريكيين همومهم وآمالهم على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، باهتمام كبير مختلف مراحل المسلسل الانتخابي، الذي شهد العديد من الفضائح وتبادل الهجمات والانتقادات بين المرشحين البارزين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، واطلعت على مختلف مميزات البرامج الانتخابية للمتنافسين في هذه الاستحقاقات الثامنة والخمسين في تاريخ الولايات المتحدة.

وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي بمناسبة هذا الاقتراع الانتخابي، أعرب عدد من المواطنين المغاربة الأمريكيين عن الأمل في انتصار الخيار الصحيح وانتخاب الرئيس المناسب، الذي سيحقق طموحاتهم، ويخدم مصالحهم ومصالح البلاد بشكل عام.

وفي هذا السياق، أبرزت نسرين، وهي مدرسة لغات من أصول مغربية تقيم بمدينة فولس تشورتش بولاية فيرجينيا، أن هناك حالة انقسام وجدل بشأن الاختيار بين هيلاري كلينتون، مرشحة الديمقراطيين لخلافة باراك أوباما، ومرشح الجمهوريين، دونالد ترامب، تمتد لتشمل مختلف مكونات المجتمع الأمريكي، الذي يقف في موقف نادرا ما وجد نفسه فيه، لكن حيرة الناخبين العرب تبدو مضاعفة مقارنة ببقية الأمريكيين.

وأوضحت أن الحسم في اختيار المرشح الرئاسي تتحكم فيه مجموعة من المقاييس منها ما يتعلق ببرنامج الرئيس في ما يخص الشأن الداخلي وتحسين الحياة اليومية، باعتبارنا مواطنين أمريكيين من جهة، ومنها ما هو مرتبط بالسياسة الخارجية الأمريكية في علاقتها ببلداننا ومنطقتنا.

وأكدت أنه على الرغم من الانقسام والخوف من القادم والفتور في اختيار المرشح بسبب تصريحات ومواقف كلا المرشحين، فإن الكثير من المغاربة والعرب الأمريكيين يرون أن هيلاري كلينتون قد تكون هي الخيار الذي لا بديل غيره أمامهم في نهاية المطاف.

ومن جانبه، اعتبر حسن السمغوني، رئيس (واشنطن موروكن أمريكن كلوب)، أن الحملة الانتخابية لهذه السنة كانت فريدة من نوعها على جميع المقاييس، حيث ظل الصراع ولايزال محتدما إلى آخر لحظة، موضحا أن الجالية المغربية، على الرغم من قلة أعدادها، فإنها تشارك بقوة في الاقتراع الرئاسي، وذلك نابع من وعيها بجودة العلاقات القائمة بين المغرب والولايات المتحدة، وعن رغبتها في انتخاب الرئيس المناسب والجيد الذي سيساهم في تعزيز هذه العلاقات أكثر، ويحقق آمال وطموحات الجالية المغربية والعربية على حد سواء.

وبالنسبة لهذه السنة، أكد السيد السمغوني أن العامل الرئيسي الذي قد يعزز حظوظ كلينتون في الفوز بهذا الاقتراع يكمن في دعم غالبية الطبقة السياسية التقليدية، والمؤسسة الحاكمة ودوائر صنع القرار، بما في ذلك بعض أقطاب الجمهوريين، خصوصا في ظل تصريحات ترامب المحرجة والخارجة عن السياق.

وشدد على أنه بالرغم من بعض أخطائها، فإن كلينتون حرصت دائما على التواجد والتقرب أكثر من هموم وانشغالات المواطنين.

أما طوماس غورغيسيان، الكاتب والصحفي المصري الأمريكي المقيم بواشنطن، فقد اعتبر أن اهتمام الجالية العربية في أمريكا بالانتخابات الحالية كبير بالنظر إلى أن الرئيس القادم سيكون من مهامه التعامل مع ملفات حيوية ومقلقة تخص المنطقة، ودولا مثل العراق وسورية ومصر واليمن ودول المغرب العربي أيضا، ولاسيما ملف محاربة الارهاب، وهي قضايا لا يمكن تجاهلها أو إرجاؤها.

وأشار غورغيسيان إلى أن الجالية العربية تميل إلى جهة هيلاري كلينتون، بالنظر إلى أنها أكثر تفهما للمنطقة ومتطلباتها، وربما أيضا أقل تخبطا في تصريحاتها ومواقفها تجاه العرب والمسلمين، مؤكدا أن هيلاري وقعت بالفعل في أخطاء إلا أنها كالعادة تعمل بجد من أجل شراكات أفضل وأقوى مع العرب في أمريكا والدول العربية في المنطقة.

بالمقابل، يظل منافسها دونالد ترامب، حسب السيد غورغيسيان، أكثر حدة تجاه المسلمين والعرب حسب خطاباته خلال الحملة الانتخابية.

لكن السؤال الأكثر إلحاحا، بالنسبة لهذا الصحفي المصري الامريكي، يكمن في مدى انعكاس هذا الاهتمام العربي بالحياة السياسية بأمريكا على المشاركة فيها، خاصة أن الأجيال الجديدة تظل أكثر إدراكا واستعدادا من أهاليها لاستيعاب العملية السياسية وأهمية المشاركة فيها.

وخلص إلى أن الجالية العربية مدعوة بعد مرور هذه الانتخابات إلى تقييم أدائها ومعرفة تقصيرها، وتقدير قدراتها للتعامل مع الواقع الأمريكي ومتطلبات العصر والأجيال الجديدة.

ويتوقع محللون عرب أمريكان أن تصوت الجالية العربية بشكل عام لصالح هيلاري كلينتون، مذكرين بأنها كانت قد صوتت بنسبة 52 في المئة لصالح أوباما، مقابل 28 في المئة فقط لصالح المرشح الجمهوري حينها، ميت رومني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *