آخر ساعة

نساء مخيمات تندوف…الوضع المزري

في العديد من المناسبات أثار موضوع الوضعية المزرية لحقوق المرأة في مخيمات تندوف، انتباه العديد من الحقوقيين المتتبعين لهذا الملف، والتي كان أخرها الخطاب الذي ألقته الحقوقية الدكتورة “غارسيال كونسينتنو” أمام اللجنة الرابعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، حيث تطرقت إلى الوضعية الكارثية التي تعيشها النساء داخل السجن الكبير بما فيها قضية احتجاز الشابات الصحراويات من طرف البوليساريو، كما تساءلت عما إذا كانت القيادة الهلامية على وعي بأن عدم حل مشكلات الشابات المحتجزات سيزيد قضيتهم تأزما أم أنها تفضل كما هي العادة دفن رأسها في الرمال والتزام الصمت بدل التحلي بالجرأة ومواجهة الواقع.           

      إن الوضع اللاإنساني الذي تعانيه المرأة الصحراوية يزداد بشاعة يوما بعد يوم، جراء الانتهاكات المتعددة التي تتعرض لها، من اغتصاب واعتداءات جنسية وإرغام على الزواج المبكر والإنجاب القسري، دون أن تحرك هذه التجاوزات التي ترتكب في حق الإنسانية قلوب المسؤولين عليها، حيث تفيد هذه الوضعية أنهم يتلذذون بجسد ويتفننون في تعذيب النساء والبنات على حد سواء، في الوقت الذي ليس الحق للواتي يتعرضن لاغتصاب والتعذيب الجهر بما مورس في حقهن مخافة تعرضهن للتعذيب حتى الموت، كما ليس لهن الحق كذلك في تقديم أية شكاية في الموضوع  كضحايا الاغتصاب، خوفا من الزج بهن في سجون البوليساريو الذي يتواجد به حوالي 150 شابة صحراوية، بحسب منظمات غير حكومية اسبانية ترعرعن في اسبانيا أوفي دول أمريكا اللاتينية من طرف عائلات أجنبية إلا أنهن عند رجوعهن إلى المخيمات أصبحن فريسة قيادة البوليساريو حيث تعرضن للاغتصاب وللاعتداءات الجنسية وتم الزج بهن في غياهب زنازن الرابوني حيث لا مجال للحديث عن الحقوق والحريات ، بل المجال مفتوح للاستغلال الممنهج في حق المحتجزات داخل الستالاك الكبير من قبل البوليساريو الذي يرتكب زبانيته داخلها أبشع التجاوزات حيث يستبيحون أعراض النساء لتلبية نزواتهم المرضية.           

      وفي هذا الإطار نددت العديد من المنظمات الحقوقية على الصعيد العالمي والمهتمة بشؤون المرأة والطفل بهده التجاوزات الخطيرة داخل المخيمات واستعمالهم في عملية  “البروباغندا” كحملاتها النسوية المتعلقة بعطل السلام حيت ترغمهم البوليساريو من الانتقال من وسطهم الأسري الى العيش في وسط أخر يجهلونه مما يشكل اعتداء ثقافيا وهوياتيا في حقهم إلى درجة أن البعض منهم بقي هناك دون الرجوع إلى دويه في معسكرات التأطير والتجنيد من أجل غسل الدماغ والتدريب على استعمال الأسلحة.                                     

     وتساءل صحراويون متتبعون لماذا إذن تلجأ بعض الجمعيات والمنظمات الحقوقية الدولية إلى غض الطرف عن هذه التجاوزات التي ترتكب في حق أطفال ونساء المخيمات الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أصبحوا هدف سادية وحيوانية مسؤولي البوليساريو، ولماذا لم تقم الأمم المتحدة بإحصاء ساكنة المخيمات من اجل ضبط عدد الأطفال والنساء والتنديد بالأوضاع الصحية والاجتماعية التي يعيشونها وفي نفس الوقت مطالبة البوليساريو و الجزائر كبلد حاضن بضرورة الالتزام باتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الطفل والنساء وخاصة بالبروتوكول الذي يجرم مشاركة الأطفال في النزاعات المسلحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *