آخر ساعة

كيف لاحقت لعنة الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية إبراهيم غالي

قطع القضاء الإسباني الطريق أمام مشاركة، زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في مسيرة سنوية أمام مبنى وزارة الخارجية والتعاون الإسبانية، والتي نظمتها يوم 19 نونبر 2016، جمعيات موالية للجبهة ونشطاء إسبان فيما يسمى ب«التضامن مع الشعب الصحراوي»، وهو النشاط الذي ترعاه المخابرات الجزائرية وسفارتها في مدريد ضمن أشغال «مؤتمر دولي»، تخصص له ميزانية من أموال الشعب الجزائري ومن طرف الدين جعلوا من نزاع الصحراء وسيلة لاستنزاف خزينة الدولة الجزائرية، التي ترعى وتمول أنشطة هذه الجمعيات لتسخيرها في الضغط على المغرب. وأمام هذه الوضعية اكتفت المسيرة بحضور ممثل البوليساريو لدى إسبانيا ورئيس تنسيقية جمعيات الصداقة الإسبانية ووسائل إعلام معروفة بمواقفها العدائية للمغرب في حين غاب  زعيم البوليساريو عن المسيرة بعد علمه أن قاضي التحقيق في المحكمة الوطنية بإسبانيا طلب عنه معطيات جديدة بخصوص تورطه في أعمال تعذيب مورست ضد صحراويين داخل مخيمات تندوف إبان توليه مهام أمنية في الجبهة. وكان هذا الملف القضائي وراء تدخل الجزائر لتنقيله من مدريد سنة 2008، حيث شغل مهمة ممثل لبوليساريو في إسبانيا، إلى العاصمة الجزائرية التي مكث بها إلى أن فرضته زعيما جديدا للجبهة خلفا للراحل محمد عبد العزيز.

وفي هذا الصدد أفادت صحيفة “الموندو” الاسبانية أن قاضي المحكمة الوطنية “خوسي دي لاماتا” استدعى زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للمثول أمامه يوم  السبت19.11.2016 بسبب تهم تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، وقد اتخذ القاضي هذا القرار عقب علمه بوصوله الوشيك إلى برشلونة من أجل المشاركة في ندوة ،ليصدر أمرا إلى الشرطة الإسبانية يطلب فيه معلومات مفصلة عن هويته.

صحيفة “el confidenciel” الإسبانية، بدورها تطرقت إلى الموضوع وذكرت أن المدعو  إبراهيم غالي، تفادى حضور أشغال الندوة الأوربية السنوية للتضامن مع البوليساريو ببرشلونة خوفا من اعتقاله ليعوضه عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو خطري أوده.وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة “لوفيغارو” ، أن اتهام إبراهيم غالي في إسبانيا بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وجرائم حرب يشكل ضربة قاسية للبوليساريو.

الامر بالاعتقال صدر في حق الجلاد ابراهيم غالي كما ان الشكاية تم قبولها منذ سنة 2012 من قبل رئيس المحكمة آنذاك “بابلو روز”،  ليتم الاحتفاظ بالدعوى نظرا لصعوبة الحصول على بيانات الأشخاص المشتكى بهم كما ان الدعوى استنكرت المعاملة اللاإنسانية التي تعرض لها أسرى الحرب المغاربة في تندوف والمواطنون الصحراويون.من اغتصاب وتعذيب وابادة جماعية، كما وضعت إحدى ضحايا ابراهيم غالي ، تدعى سلطانة منت بلال، شكاية تتهمه فيه بممارسة العبودية، وأخرى وضعتها في حقه خديجتو محمود محمد الزبير من أجل تهمة الاغتصاب والاستغلال الجنسي، كما شملت الشكاية التي وضعتها الجمعية الصحراوية المغربية قائمة بأسماء 29 من المتهمين، من بينهم قيادات عسكرية وأمنية بالجبهة كانت مسؤولة عن سنوات اختطاف وتعذيب صحراويين في سجون سرية فوق التراب الجزائري.

وتجدر الإشارة، إلى أن الدعوى التي رفعتها عدة شخصيات صحراوية وهيأة حقوقية، يحمل أعضاؤها الجنسية الإسبانية، أمام القضاء بمدريد تلاحق زعيم بوليساريو الحالي منذ انتخابه، كما تمنع تحركه بكل حرية منذ استدعائه من قبل الجزائر نهاية 2008 ويتولى التحقيق في هذا الملف القاضي “خوسي دي ماتا” لدى المحكمة الوطنية في مدريد. وصدر عنه قرار يقضي بقيام الشرطة بتحديد هويته وجمع المعطيات الخاصة به، وذلك على خلفية نيته زيارة إسبانيا للمشاركة في المظاهرة السنوية حول دعم البوليساريو. وطلب القضاء الإسباني التأكد من أن «الشخص الذي سيحضر نشاطا في برلمان كتالونيا في برشلونة هو نفسه الذي جاء ذكره في الدعاوى التي جرى رفعها ضده في المحكمة الوطنية منذ سنوات بتهم متعددة تصل إلى جرائم ضد الإنسانية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *