متابعات

تحمل أسماء من قبيل «السيسي» و «حفتر»..مخيمات تندوف تتحول إلى ساحة للمنافسة بين الميليشيات

قال متتبع صحراوي لشؤون مخيمات تندوف إن القلق يسيطر على ساكنة المخيمات المحاصرين بسطوة المليشيات المختلفة، معبرين عن تخوفهم على مصيرهم من تعاظم إنشاء التشكيلات العسكرية التي بدأت تطفو فوق السطح.

وأضاف المتحدث في تصريح لمراسل « مشاهد » بالعيون إن ساكنة المخيمات تنظر بتوجس إلى ميلاد عدد من الميليشيات من قبيل وحدة التدخل المعروفة ب « قوات السيسي »، وميليشيا جديدة أخرى  يطلق عليها « قوات ولد البلال »  أو « ادفر »، ثم وحدة طيور الجنة ، واخيراً ميليشيا أصبح البعض يطلق عليها « لواء حفتر ».

وأضاف المصدر ذاته أن هذه الميليشيات توجد خارج نطاق المنظومة الامنية التابعة رسميا لجبهة البوليساريو، كما أن قادتها لا يخضعون لأي تأهيل أمني، مبرزا أن هذا الوضع يقود نحو الفوضى والحرب الأهلية بالمخيمات.

وأكد المتحدث أن هذه الميليشيات العسكرية تعتبر قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت لأن مواد الانفجار جاهزة ولا تنتظر سوى تحديد وقت الانفجار.

وبالإضافة إلى سطوة المليشيات، تندلع بين الفينة والأخرى صراعات دامية بين فصائل قبلية بمخيمات تندوف، كان أبرزها المواجهات العنيفة التي حدثت بين قبيلة الركيبات السواعد وقبيلة الركيبات المودنين، واستعملت فيها الاسلحة البيضاء والهراوات.

وتتناسل نماذج المواجهات سواء بدوافع قبلية أو بصراعات حول التفوذ داخل عصابات التهريب، ما يسلط الضوء على  غابة من التناقضات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحالة العزلة التي تتخبط فيها جبهة البوليساريو، تناقضات لا تستكين إلا بتقسيمها إلى فصائل متناحرة في المستقبل القريب، وخاصة بعد أن تنهي الدورة البيولوجيا الرموز القيادية والمؤسسة لجبهة البوليساريو.

وأضاف المتحدث ل « مشاهد » أنه بالرغم من الأوضاع القابلة للانفجار، فإن جبهة البوليساريو مستمرة في محاولاتها لفرض هيمنتها السياسية والإدارية على المخيمات بالمنطق القبلي في توزيع النفوذ وتقاسم الثروات والمساعدات الغذائية وتسلق المناصب السياسية، وهو ما من شأنه أن يخلق مزيدا من الشرخ داخل الصف الاجتماعي والسياسي للبوليساريو، مؤكدا أن هذه التناقضات هي التي تجعل من البوليساريو مؤسسة لاديموقراطية، ولاترقى إلى مستوى الممارسة المدنية والقبلية، مشددا أن مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية هو الاقدر على تجاوز هذه التمايزات القبلية نحو ممارسة ديموقراطية ومدنية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *