متابعات

بلكبير: الإيديولوجيا هي مسألة ثانوية جدا في تحالف الأحزاب بالمغرب

أعاد عضو الأمانة العامة لـ”حزب العدالة والتنمية” ووزير الشغل والإدماج المهني، محمد يتيم، النقاش حول أيديولوجيا الأحزاب السياسية في المغرب، بعدما وجه انتقاداته لأسماء يسارية حضرت ملتقى شبيبة حزبه بمدينة فاس (وسط المغرب) خلال الأسبوع الماضي.

يتيم وخلال مقاله المنشور على الموقع الرسمي للحزب الحاكم في المغرب وجه خطابه لأسماء ذات انتماء يساري قائلا “إذا كانت المناضلة الغيورة السيدة البوحسيني أو السيد حسن طارق أو السيد عبد الصمد بلكبير لهم رأي آخر، أو كانوا -لا سمح الله- يبحثون في العدالة والتنمية عن ذلك الحزب الذي افتقدوه في اليسار، وفِي أمينه العام عن المهدي بن بركة، أو أبراهام السرفاتي، فليس حزب العدالة والتنمية الذي خشيت أن ينعت بـ’المخزنية’ سيرضى لنفسه أن يضطلع بدور كاسحة ألغام”.

وبغض النظر عن ردود الأفعال حول ما جاء في مقال عضو البيجيدي، يُطرح السؤال من جديد حول أهمية الأيديولوجيا داخل الأحزاب في ممارساتها السياسية خاصة بعد النتائج الانتخابية الأخيرة.

الشرط الوطني

في تعليقه على الموضوع، أوضح الباحث السياسي، عبد الصمد بلكبير، أن مسألة الأيديولوجيا لها علاقة معقدة بالسياسة ولا تطابقها بالضرورة لكنها مرتبطة بها، و”في نهاية المطاف كل أيديولوجيا لها سياستها وكل سياسة لها أيديولوجيا تبررها، لكن في الحالتين الأمر مقرون بالشرط الوطني”.

وأوضح بلكبير أن “الأمر مرتبط بملف الصحراء الذي لا يحتاج لأيديولوجيات وكذا الانتقال الديمقراطي الذي يختلف عن الديمقراطية، ويتطلب توافق ووحدة بين جميع المكونات السياسية كما وقع في البرتغال وإسبانيا”.

المتحدث نفسه، أورد كذلك أن “البعد الأيديولوجي الذي يعكس البعد الاجتماعي الطبقي ليس هو الحاسم في تعامل الأحزاب، وما يجمع في الشرط الوطني هو أكثر ما يفرقهم” وبالتالي فمسألة الأيديولوجيا “هي مسألة ثانوية جدا في تحالف الأحزاب”.

التيه الإيديولوجي

وفيما اعتبر بلكبير أن مسألة الأيديولوجيا تبقى ثانوية، يرى الأستاذ الجامعي، حفيظ الزهاري، أنه بموت “الكتلة الديمقراطية” يمكن القول إن “الأحزاب المغربية أصبحت تعيش حالة ما أسماه تيه أيديولوجي في ظل الغياب التام لتحالفات حزبية مبنية على أساس أيديولوجي كما عهدنا ذلك خلال السبعينات والثمانينات”، واستطرد الزهاري بالقول إن “الأحزاب أصبحت تبحث عن الطريقة الأسهل للحصول على المقاعد البرلمانية وهذا ما نتج عنه إغراقها بالأعيان”.

أمام هذا الوضع، يضيف الزهاري، أصبح من الصعب التمييز بين الأحزاب الاشتراكية أوالليبرالية أو أحزاب الوسط، وأصبحت تتشابه في برامجها وقاعدتها، وهذا ما ظهر جليا ما بعد انتخابات 2015 و 2016، التي نتج عنها تحالف حكومي ضم اليميني واليساري والمحافظ، وفق برنامج حكومي لا علاقة له ببرامج هذا التحالف “وهذا ما يجعلنا نقر بموت التحالفات السياسية ذات الطابع الأيديولوجي لتفتح مجال التحالفات على أساس النتائج البرلمانية”.

الأيديولوجيا ليست محددة

إلا أن أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حسن طارق، عاد بشريط الوقائع السياسية للوراء، مؤكدا أنه منذ بداية الحياة السياسية كانت هناك أحزاب ذات توجهات وأيديولوجيات مختلفة “ولكن التصنيفات المركزية تراوحت ما بين أحزاب ذات امتداد للحركة الوطنية وبين أحزاب توصف بأحزاب الإدارة وهذا التقاطب ظل مستمرا، وهو ما أدى إلى صراعات في الاستحقاقات الانتخابية سنوات السبعينات والثمانينات حتى التسعينات”.

طارق يرى أيضا أن الأيديولوجيا لم يسبق أن كانت عاملا محددا لتموقعات الأحزاب “والدليل على ذلك أن التحالفات الكبرى التي شهدها المغرب مع الكتلة الوطنية والكتلة الديمقراطية كانت تحالفات غير أيدلوجية، بل سياسية، فيها تقاسم عناصر من قراءة المرحلة والوضع السياسي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *