متابعات

لماذا أصبح القصر يتواصل مع الرأي العام ويخبره عن أحوال وصحة الملك؟

قبل يومين كشف بلاغ نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء عن إجراء الملك محمد السادس، عملية جراحية بالمركز الاستشفائي الوطني لطب العيون “كانز فان” بباريس في فرنسا.

وكشف البلاغ عن بعض تفاصيل العملية بإشارته إلى أن الملك كان يعاني من إصابة بـ”الظفرة” على مستوى العين اليسرى امتدت إلى القرنية.

المصدر نفسه أوضح أن العملية “مرت في ظروف حسنة” وأن “الملك بحالة جيدة”، مشيرا إلى أن العملية تستلزم راحة لمدة 15 يوما من أجل التئام العين.

الخبر أثار ردود فعل كثيرة للمغاربة من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي.
​وجاء هذا البلاغ لينضاف إلى أخرى تم إصدارها بشكل رسمي خلال السنوات الأخيرة لإطلاع الرأي العام بأمور تهم صحة الملك، وهي البلاغات التي تضع حدا لزمن لم يكن فيه المغاربة يدرون أي شيء عن صحة الملك.

تفادي الشائعات

المحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض بمراكش، عبد الرحيم العلام، يوضح سبب هذا التوجه الجديد في تواصل القصر مع الرأي العام بخصوص صحة الملك بالقول: “لست جازما إن كان هذا تحولا حقيقيا أم أن هناك خشية من تسريب الأخبار خارج الأطر الرسمية”.

ويذكر العلام، في سياق حديثه عن هذا الموضوع، بقضية “الصحافي الذي كان قد أدين بسنة حبسا بسبب اتهامه بنشر أمور خاصة بمرض الملك”.

ويتابع موضحا، أنه في السابق “كان هناك تعتيم” على مثل تلك الأخبار، وفق تعبيره، غير أنه، وفي الفترة الأخيرة، أصبح يتم الكشف عنها من خلال بلاغات، مفسرا الأمر بالقول إن “القصر يفضل الإعلان المباشر بدل التسريبات التي غالبا ترافقها إشاعات وتضخيم”.

 

اعتبارات مختلفة

وحسب الأستاذ الجامعي نفسه فإن “صحة رئيس الدولة في أي بلد تكون مدعاة اهتمام ليس فقط من الجانب السياسي إنما أيضا من الجانب الاقتصادي”، مردفا: “الرأسمال جبان وعندما تعتل صحة رئيس الدولة تسود التخوفات”.

من ثمة، يضيف العلام، “كان يعتبر التكتم على صحة رؤساء البلدان أفضل”، الأمر الذي لم يعد متاحا في ظل تطور وسائل التواصل، مستطردا: “تبقى فقط الموازنة بين إعلام الرأي العام بمستجدات صحة رئيس الدولة وعدم التأثير على الوضع الاقتصادي والوضع السياسي والتسبب في الارتباك”.

 

ويتابع المتحدث في السياق نفسه قائلا: “في الغالب يتم الإعلان عن أمور وعدم الإعلان عن أخرى، فلا يمكن، كلما كان رئيس الدولة يعاني من زكام أو شيء من هذا القبيل، الإعلان عنه”، مضيفا أن “هذه الأمور تحدث للجميع بشكل متواصل”.

ويختم العلام بالقول: “في المغرب بدأ هذا التحول وأعتقد أن بدايته كانت التخوف من نشر الإشاعات وربما سيستمر الأمر ما دام كان عاديا”، مبرزا، في هذا السياق، أن “الملك ليس شخصا خارقا فهو بشر يمكن أن يمرض وتعتل صحته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *