متابعات

بين من يراه يتقوى أكثر ومن يراه يتراجع.. البيجيدي هل يعيش حالة أزمة؟

فقد “حزب العدالة والتنمية” آلاف الأصوات في الانتخابات الجزئية التي جرت مؤخرا، كما ازدادت حدة الخلافات بين تياراته في الأشهر الأخيرة، وخرج أمينه العام، عبد الإله ابن كيران، أكثر من مرة ليعلن أن الحزب الحاكم “يمر من أسوأ الأزمات إن لم تكن أسوأها على الإطلاق”. فهل بدأ نجم حزب البجيدي في الأفول؟

العلام: الحزب يتقوى أكثر

إمكانية أفول نجم الحزب الحاصل على المركز الأول في الانتخابات التشريعية الأخيرة غير مطروحة بالنسبة للباحث في العلوم السياسية، عبد الرحيم العلام، والذي يرى أن مكانة الحزب في المشهد السياسي “لن تتقهقر في المستقبل القريب في ظل حالة الموت السريري الذي تعيشه جميع الأحزاب السياسية”.

وفي تحليله للمؤشرات الحالية، يؤكد العلام،  أن الانتخابات الجزئية التي تراجع فيها عدد أصوات الحزب، ليست مؤشرا حقيقيا للحكم على مكانة الحزب، واستطرد العلام بالقول: “لا أعتقد أن الأمر سيضر بالحزب في الوقت الحالي فجميع الأحزاب ضعيفة، حتى تلك التي صنعها النظام، لذلك أترقب استمرار زعامة إخوان بنكيران مستقبلا”.

ويقر العلام، بوجود أزمة داخلية في بيت “حزب المصباح”، في ظل التقاطب الحاصل بين تياراته، ويتعلق الأمر حسبه، بـ”تيار الاستوزار الذي يقوده رئيس الحكومة سعد الدين العثماني والتيار الرافض لذلك الذي يقوده بنكيران”.

الغالي: التراجع مرهون بالحكومة

من جهته يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة مراكش، محمد الغالي، أن الحزب، وبالرغم من وضعيته “المتأزمة داخليا”، استطاع “دحض الفكرة التي تنبأت بانهياره السريع في أعقاب تشكيل الحكومية ونتائج الاستحقاقات الانتخابية”.

ويؤكد الغالي، أن مستقبل الحزب يرتبط بما يمكن أن يربحه من التجربة الحالية، موضحا أنه “في حالة ما إذا أثر أداء الحكومة الحالية على القيمة الاعتبارية للحزب في الشارع، آنذاك يمكن الحديث عن بداية تراجعه”.

المتحدث ذاته، يعتبر أن التطورات الحالية داخل “حزب العدالة والتنمية”، راجعة بالأساس إلى طريقة تدبيره لمرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، التي تسببت في “شرخ بين قياداته التاريخية وأزمة في التواصل شابها تجريح متبادل”، حسب الغالي دائما.

السحيمي: الأمور بيد بنكيران

المحلل السياسي وأستاذ القانون الدستوري بجامعة الرباط، مصطفى السحيمي، أقر بدوره بوجود مشاكل كبيرة بين القيادات البارزة للحزب.

ويعتقد السحيمي، أن المشاكل التي تعصف بالحزب سببها الأول هو ظروف تشكيل الحكومة والنقاش الذي ساد بين القيادات آنذاك، أما السبب الثاني فمرتبط، حسب المتحدث ذاته، بحراك الريف “الذي لم يتم الاستجابة له بالشكل المطلوب”.

ويعود المتحدث ذاته، إلى استحضار انتقادات الملك الأخيرة لعمل الحكومة، الأمر الذي “ساهم في ارتباك الحزب وعودة النقاش من جديد حول ظروف تشكيل الحكومة”.

ويشير السحيمي إلى أنه في حال ما تمكن عبد الإله بنكيران من الحصول على ولاية ثالثة على رأس الأمانة العامة للحزب، فإنه “سيقوم بسحب وزراء العدالة والتنمية من الحكومة والعودة إلى المعارضة تحضيرا للاستحقاقات المقبلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *