ثقافة وفن

دولتان مغاربيتان عرفتا السينما في القرن 19.. تعرف عليهما

يعتبر المغرب وتونس من أوائل البلدان التي تعرفت على فن السينما، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر، حينما زار محترفو التصوير السينمائي البلدين المغاربيين، قبل أن ينطلق تصوير عدد من الأعمال السينمائية بهما، وبدول مغاربية أخرى، في فترة الحماية الفرنسية.

البدايات الأولى

تشير عدة مصادر إلى أن المغرب وتونس عرف فن السينما قبل أزيد من قرن، وتحديدا في أواخر القرن التاسع عشر.

وبهذا الخصوص، يذكر مقال منشور على موقع وزارة الثقافة، للباحث المغربي حسن البحراوي، أن المغرب كان أحد البلدان، إلى جانب تونس، التي شملتها جولة شركة “لوميير” الفرنسية، التي يرجع إليها فضل اختراع آلة التصوير السينمائي، بغرض تصوير مجموعة من المشاهد إثر اكتشاف السينما في أواخر القرن.

وحسب المصدر نفسه، فقد زار ممثلون عن تلك الشركة المغرب سنة 1896، “أي بعد عام واحد من ميلاد السينما”، يضيف البحراوي، وقد تم خلال تلك الفترة تصوير فيلم قصير في المغرب تحت عنوان “راعي الماعز المغربي”.

ألبير شيكلي.. أب السينما التونسية

الشركة الفرنسية ذاتها كانت قد زارت تونس، في سنة 1896 نفسها، وقد شهد هذا الحدث المخرج السينمائي التونسي ذي الأصل اليهودين المتحدر من إسبانيا، ألبير شمامة شيكلي.

انبهر ألبير شيكلي بعرض الشركة الفرنسية، فقرر خوض مغامرة نقل السينما، في بداياتها الأولى، إلى تونس.

فيلم “زهرة” لألبير شيكلي

​بدأ الأمر سنة 1907 بتأسيسه وكالة لتوزيع الأفلام، وبعدما افتتح سنة 1908 أول قاعة سينمائية بتونس.

وفي سنة 1922، سيصور ألبير شمامة شيكلي أول فيلم تونسي حمل عنوان “زهرة”، وقد كان فيلما قصيرا جسدت ابنته، هايدي، فيه دور البطولة.

أفلام الاستعمار

في هذه الفترة، بدأ المغرب يشهد تصوير عدد من الأفلام الأجنبية، في إطار ما وصف بـ”السينما الكولونيالية” التي أخرجها فرنسيون، وكانت تصور الطبيعة المغربية وحياة المغاربة من منطلق نظرة المستعمر.

فيلم “عطيل” كان من أوائل الأفلام الأجنبية التي مثلت بالمغرب

وإلى جانب تلك الأفلام، شهد المغرب أيضا تصوير أفلام عالمية، بعضها حاز شهرة واسعة وحقق نجاحا كبيرا، من بينها فيلم “عطيل” للمخرج الأميركي أورسون ويلز، أواخر أربعينات القرن الماضي، وفيلم “الرجل الذي عرف أكثر من اللازم” لألفريد هتشكوك، في أواسط الخمسينات.

أول فلم مغربي

إذا كان التونسي ألبير شيكلي قد أنتج أول فيلم في تاريخ السينما التونسية، فإن فيلم “الابن العاق”، للمخرج المغربي محمد عصفور يعد أول فيلم روائي طويل من توقيع مغربي في تاريخ السينما المغربية.

عصفور كان عاشقا للسينما وعمل، بوسائل بسيطة، على تصوير عدد من الأفلام القصيرة التي تشير مصادر إلى أنه كان يعرضها مقابل مبلغ بسيط على الجمهور في أحد المرائب، قبل أن يقدم أول فيلم روائي طويل عام 1958.

بعد ذلك توالت الأفلام المغربية، وحسب بعض المصادر فإن الاعتراف بالسينما المغربية سيكون عام 1970 من خلال فيلم لحميد بناني بعنوان “وشمة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *