آخر ساعة

مشاركون بالملتقى الدولي للفلاحة بمكناس يجمعون حول أهمية تثمين وترشيد استعمال الكتلة الإحيائية في المغرب

أجمع المشاركون في ندوة نظمت في إطار الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، أمس الثلاثاء، على أهمية تثمين وترشيد استعمال الكتلة الإحيائية في المغرب، وإدماجها كمصدر للطاقات المتجددة في إطار الانتقال الطاقي.

وأوضح المشاركون في الندوة، التي نظمتها فيدرالية الطاقة حول موضوع “الكتلة الإحيائية: مكون من مكونات الانتقال الطاقي”، أن المغرب يتمتع بغنى كبير في الموارد الطبيعية، والكتلة الإحيائية تشكل عنصرا مهما من هذه الموارد، مبرزين ضرورة إدماجها وأخذها بعين الاعتبار في بلورة أية استراتيجية تهم الطاقات المتجددة.

وفي هذا الصدد، أكد الكاتب العام للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، عبد الرحيم الهومي، أن أهمية هذا الموضوع تتجلى في أن أكثر من 3 مليار شخص حول العالم يعتمدون على الكتلة الإحيائية كمصدر أساسي للطاقة، وبالخصوص الخشب والفحم الذي يستعمل في التدفئة، وأن ما يقارب 60 في المائة من موارد التدفئة في إفريقيا تعتمد على الفحم، مشددا على أن ” إشكالية الكتلة الإحيائية ليست إشكالية طاقية فقط، بل هي كذلك إشكالية تنمية”.

وأبرز الهومي أن استعمال الكتلة الإحيائية في المغرب كمصدر طاقي له مؤهلات كبيرة، خصوصا في العالم القروي، حيث يمكن أن تشكل الكتلة الإحيائية بديلا حقيقيا لمصادر الطاقة التقليدية، غير أنه سجل تحفظا في ما يخص الكتلة الإحيائية الغابوية، بما أن الإنتاج الغابوي يوجد في حالة عجز تقدر بـ 3 ملايين طن.

وخلص الكاتب العام إلى الدعوة لتشجيع الاستعمال المقنن للكتلة الإحيائية بغية الحفاظ عليها للأجيال المستقبلية، وكذا التفكير في إحداث نموذج للاستعمال المستدام لهذه الطاقة.

من جهته، قدم رئيس قسم الاقتصاد الغابوي بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إدريس بابا، استراتيجية المندوبية في مجال الخشب الطاقي، والتي تهدف إلى المساهمة في الإدارة المستدامة لموارد الغابات عن طريق التوفيق بين الزيادة في موارد الطاقة الخشبية وتقليل الاستهلاك من خلال ترشيد استخدام الأخشاب واستبدالها بأنواع وقود أخرى.

وأوضح بابا أن الاستراتيجية تنقسم إلى عدة محاور، منها ترشيد استعمال الخشب الطاقي في العالم القروي من خلال توزيع أفران مقتصدة لاستعمال الخشب، والزيادة في أعداد الأشجار من خلال عمليات التشجير، وتشجيع العالم القروي على استعمال الطاقات البديلة للكتلة الحيوية الغابوية، وحماية الغابات من عمليات التقطيع غير القانونية وكذا تطوير البحث والتنمية في هذا المجال.

وأشار إلى أن استراتيجية المندوبية تندرج في إطار الهدف السابع لأهداف التنمية المستدامة، الذي يتوخى ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة.

وشهدت هذه الندوة مشاركة ثلة من الخبراء والمهنيين الذين قدموا آخر التطورات والآفاق في مجال الكتلة الإحيائية المستخدمة كمصدر للطاقة على المستويين العالمي والوطني، والتقنيات والحلول الصناعية لاستعمال الكتلة الإحيائية في إنتاج الطاقة في مختلف أشكالها، كإنتاج الحرارة والبخار والتوليد الثنائي والتوليد الثلاثي.

كما تمت خلال هذه الندوة، مناقشة آثار استعمال الكتلة الإحيائية كمصدر للطاقة في تطوير الاقتصاد الدائري وخفض غازات الاحتباس الحراري وإحداث مناصب شغل محلية ومستدامة.

وتنعقد الدورة الثالثة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، تحت رعاية الملك محمد السادس، من 24 إلى 29 أبريل الجاري بمكناس. وقد اختارت هذه الدورة، المنظمة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وجمعية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، موضوع “اللوجستيك والأسواق الفلاحية”، لتسليط الضوء على مكتسبات النموذج الفلاحي المغربي، وخاصة لتأكيد الطموحات الكبرى للمغرب في هذا القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *