جهويات | غير مصنف

كيف سيتعامل عامل زاكورة الجديد مع الملفات التي عزلت العامل السابق؟

تم صباح اليوم الثلاثاء 29 غشت 2018 تنصيب عامل زاكورة الجديد  فؤاد حاجي من طرف وزير الصحة انس الدكالي، الذي دعا في كلمته  المسؤول الجديد على زاكورة إلى العمل على تأهيل المدينة اقتصاديا واجتماعيا، تماشيا مع  التطور العمراني الذي تعرفه، وذلك وفق مقاربة تشاركية تقوم على الاحترام التام لكل الاختصاصات.

وفي السياق ذاته دعا الوزير العامل الجديد إلى تنفيذ البرامج الحكومية والمتابعة الدقيقة  لكل البرامج والمشاريع الاجتماعية، مع الاستثمار الامثل  للرأسمال البشري. كما أشار الوزير إلى القضايا الاستعجالية التي عاينها اثناء زيارته الاخيرة  لإقليم زاكورة خاصة منها تلك المرتبطة بقطاع الصحة والماء الشروب.

ومن جهتهم يرى المتتبعون للشأن العام  بالإقليم، أن أغلب القضايا التي كانت وراء عزل العامل السابق عبد الغني صمودي لازالت قائمة ومنها حالة الاحتقان “الصامت” والتذمر من سياسة السلطات تجاه التظاهر السلمي، وما تسببت فيه الاخطاء والتجاوزات الامنية من اعتقالات ومحاكمات، راح ضحيتها مجموعة من الشباب ذنبهم الوحيد انهم تظاهروا للمطالبة بالماء الشروب ومستشفى يتوفر على الحدود الدنيا من الاطقم والاجهزة الطبية.

ومن القضايا الشائكة التي كان لها نصيب الاسد في ملف اعفاء العامل السابق معضلة اراضي الجموع التي لا محالة  ستؤرق العامل الجديد، فهي بمثابة “برميل بارود” الاقليم فمدينة زاكورة غارقة في هذه الاشكالية فجميع الوداديات السكنية أنشئت على تحديدات إدارية أولية لا تثبت الملكية الجماعية لهذه القبائل ،خاصة بعد ظهور  عائلات تتوفر على رسوم ووثائق عدلية تؤكد ملكيتها لهذه العقارات ذات التحديدات الادارية الاولية نافية عنها  الصفة الجماعية، بعضها معروض على انظار القضاء، والبعض الاخر  لدى  السلطات المحلية وبسببها  عجزت مجموعة من القبائل  ومعها السلطة المحلية عن تعيين وكلاء اراضيه، وهو ما ينذر بدخول المدينة في حالة “بلوكاج” حقيقي، نفس الشيء تعيشه كافة الجماعات المحلية  كترناتة (منطقة الفايجا وما يرتبط بها من صراع قبلي) وتنزولين وتازارين و تاغبالت و النقوب  إضافة إلى بلدية اكدز  وجماعة امحاميد الغزلان التي نظمت بها مؤخرا  3 قبائل مسيرة احتجاجية تنديدا بالترامي على أراضيها السلالية.

وفي الإطار نفسه يرى المتتبعون أن من القضايا التي “ستشوش “على تدبير المسؤول الجديد ما يسمى  ب “قوى التأثير والهيمنة بزاكورة” والتي يمكن تقسيمها إلى 3 لوبيات أو اقطاب،  الأول: يتشكل من رجال الاعمال (الزاكوريين) المتواجدين بكل المدن المغربية ويمثل أكبر قوة ضاغطة بالإقليم لكونه يعتمد على علاقات عنقودية متشابكة المصالح مع التيارات ودوائر النفود المركزية، ويسخر هذا اللوبي إمكانياته المالية والمادية لخدمة رجال السلطة بواسطة أتباعه بالإقليم او ما يعرف ب “تجار الكرامة” وتشكيل قوة دفاعية  عن كل ما يصدر عنها. القطب الثاني: الذي سيحرج العامل الجديد هو الذي يضم المنتخبين بمتخلف درجاتهم وأصنافهم، وهم تلك النخب التي تتعاطى السياسة من اجل المكاسب، اي أنها تعيش من السياسة وليس من  أجل الدفاع عن فكرة أو مشروع سياسي ما، نخبة مفعول بها في فضاء الاجتماع والسياسة تمارس العطالة الفكرية والسياسية وهو اقصى ما تتوخى تحقيقه كمشروع. أما القطب الثالث الذي سيشكل محاور عتيد للعامل الجديد فهو قطب الاحزاب اليسارية والهيئات النقابية والحقوقية المنبثقة عنها وكافة المناضلين الميدانيين، هذا التيار  مطبوع بالوفاء والتفاعل مع  الاحداث التي تعرفها المدينة  وهو الذي قاد الحركات الاحتجاجية من أجل العدالة الاجتماعية بالمنطقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *