مجتمع

الأطباء المغاربيون..احتجاجات واستقالات وتهديد بالهجرة

الآلاف من الأطباء بالبلدان المغاربية تركوا بلدانهم، أو يهددون بوضع استقالاتهم و الهجرة نحو بلدان أوروبية وخليجية للعمل، بعد سلسلة من الاحتجاجات خاضوها، يقولون إنها انتهت بـ”عدم استجابة الحكومات المغاربية لمطالبهم وتجميد أجورهم أو الاقتطاع من رواتبهم”.

المغرب.. تعنيف واعتداءات

قبل أسبوع وضع أكثر من 50 طبيبا مغربيا يشتغلون في القطاع العام استقالات جماعية على طاولة وزارة الصحة، بعدما “استحال عليهم العمل في بالمؤسسات الاستشفائية المغربية”.

الكاتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، المنتظر العلوي، أكد أن الأطباء المغاربة “يفضلون الهجرة على العمل وسط جو تتعرض فيه الأطقم الطبية وشبه الطبية للتعنيف والاعتداءات من طرف مرافقين للمرضى يعتبرون الأطباء هم السبب وراء تردي الأوضاع وطول المواعيد”.

وقال العلوي إن هناك “الكثير من الدول في حاجة إلى أطر طبية يمكن أن نهاجر إليها، وهي قريبة منا جغرافيا وتربطنا بها علاقات لغوية، مما سيسهل عملية اندماجنا فيها”.

موريتانيا.. “ظروف صعبة”

وضع الأطباء في موريتانيا “ليس أفضل حالا من المغرب”، فقبل أيام عرفت المراكز الاستشفائية بموريتانيا شللا تاما بعد ما خاض الأطباء إضرابا وطنيا في جميع المستشفيات العمومية، للمطالبة بزيادة أجورهم وتحسين الخدمات الصحية داخل المصحات وتوفير الأدوية.

وقال رئيس نقابة الأطباء العموميين بموريتانيا، عبد الله ولد سعيد، إن “الأطباء الموريتانيين سبق وأن وضعوا استقالات جماعية احتجاجا على الأوضاع الصحية المتردية في موريتانيا”، مؤكدا أن فكرة الهجرة إلى بلدان أخرى للعمل مطروحة وستنفذ إذا لم تستجب الحكومة الموريتانية لمطالب الأطباء.”

وأكد رئيس نقابة الأطباء العموميين، أن الحكومة الموريتانية “تتجاهل إضراب المسؤولين بوزارة الصحة لإضراب لومطالبهم، كما سبق وأن ردت عن احتجاجات الأطباء بعزل رئيس مصلحة قسم الأمراض الباطنية بالمستشفى الوطني، واقتطاعها من رواتب الأطباء المضربين”.

الجزائر.. إلغاء الخدمة المدنية

وفقا لرئيس نقابة مستخدمي الصحة العمومية إلياس المرابط، فقد هاجر نحو 12 ألف طبيب جزائري إلى فرنسا بعد ما استحال عليهم العمل بالمستشفيات الجزائرية “لأسباب اجتماعية واقتصادية وغياب الفضاء المهني الذي يستحقه كل طبيب”، بحسبه.

وأوضح إلياس المرابط، أن “غياب البحث العلمي والعمل بدون كرامة مهنية واجتماعية والتعسف الإداري الممارس على الأطباء من طرف الوزارة، كلها أسباب تدفع بالطبيب الجزائري إلى التفكير مباشرة في الهجرة”.

و أشار الطبيب الجزائري، إلى “أن الأطباء الجزائريون خاضوا إضرابا مفتوحا، طالبوا من خلاله بإلغاء إجبارية الخدمة المدنية، والمساواة في الإعفاء من الخدمة العسكرية، غير أن وزارة الصحة قابلته بتجميد أجور الأطباء والتلويح بالسنة البيضاء”.

تونس ..أجور هزيلة

تونس هي الأخرى عرفت مؤخرا موجة هجرة أطباء إلى الخارج خاصة نحو دول الخليج وأوروبا وكندا. هذه الهجرة دفعت بنحو 387 طبيبا جامعيا تونسيا إلى بعث رسالة إلى رئيس الحكومة التونسية يطالبونه فيها بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ قطاع الصحة من كثافة هجرة أطباء تونس.

وأوضح الهنشيري، أن “أجر الطبيب في المستشفيات التونسية زهيد بالنظر إلى ارتفاع التكاليف المعيشية في البلاد”، مؤكدا أن “الاعتداءات على الطاقم الطبي وشبه الطبي في المؤسسات الاستشفائية من بين أبرز الدوافع التي تجبر الأطباء على مغادرة البلاد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *