خارج الحدود

رغم معارضته للعائلة المالكة..شقيق الملك سلمان يعود من منفاه الارادي

عاد أمير سعودي رفيع المستوى إلى الرياض، بعدما بدا في الآونة الأخيرة أنه ينتقد الملك وولي العهد، فيما تقول مصادر مقربة من الأسرة المالكة إنه علامة على أنها تريد تكوين جبهة موحدة في مواجهة أسوأ أزمة سياسية منذ عقود.

وقالت ثلاثة مصادر إن الأمير أحمد بن عبد العزيز، وهو أخ أصغر للملك سلمان، وصل يوم الثلاثاء بعدما أمضى شهرين ونصف في الخارج، في الوقت الذي تتصدى فيه المملكة لتداعيات قتل الصحفي جمال خاشقجي.

وذكر دبلوماسي عربي كبير أن الأمير أحمد طلب تطمينات من الملك قبل السفر، وقال مصدر سعودي على صلة بالأسرة المالكة إنه حصل على التطمينات فيما يبدو.

وتأتي عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز (76 عاماً)، والتي أكدها ثلاثة مقربين منه، وسط ردود فعل دولية متصاعدة ضد المملكة إثر اغتيال خاشقجي وبعد أن كان يخشى العودة إلى بلاده منذ أن أدلى بتصريحات علنية في شهر شتنبر 2018 بدا أنها تنتقد ولي العهد محمد بن سلمان.

وبحسب غريغوري غوز الباحث في كلية بوش للحكم والخدمة العامة في جامعة تكساس فإن “عودة بن عبد العزيز هي مؤشر هام على مناورة داخل العائلة المالكة”. وأضاف “شيء ما يتم ترتيبه”.

وقال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني: إنَّ عودة الأمير السعودي أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان إلى الرياض تهدف إلى الإطاحة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عقب الجدل الذي أثاره مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في السفارة السعودية بإسطنبول.

وذكر الموقع في تقرير وصفه بالحصري أنَّ الشقيق الأصغر للملك سلمان عاد من المنفى الاختياري في بريطانيا لكي يتحدى ولي العهد أو يجد شخصًا آخر يستطيع التصدي له.

وكان مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست في 2 أكتوبر 2018 بعد أن دخل قنصلية بلاده في إسطنبول قد أدى إلى غرق المملكة في أزمة دولية خطيرة لا تزال أصداؤها تتردد وردود الأفعال حولها تتزايد.

وذكّرت “نيويورك تايمز” بأن المسؤولين السعوديين قد وصفوا عملية القتل بأنها عمل مارق وأصروا على أن ولي العهد الأمير محمد لم يأمر أو يغض النظر عنها، ولكن العديد من المسؤولين الغربيين الحاليين والسابقين من ذوي الخبرة في المملكة شككوا في معقولية هذا التأكيد نظراً إلى سيطرة الأمير الصارمة على أجهزة المخابرات والأمن في المملكة.

ويبدو أن الطريقة التي سيتم من خلالها تخفيف الضغوط على ولي العهد تثير الاهتمام في واشنطن ويرجع ذلك جزئياً إلى أن إدارة ترامب كانت قد احتضنته باعتباره أهم حليف عربي لها في المواجهات القائمة في الشرق الأوسط وخاصة الحد من النفوذ الإيراني وإجبار الفلسطينيين على التوصل إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل.

أما الأمير أحمد بن عبد العزيز، فيُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره شخصية ذات ثقل خاص في الأسرة حيث أنه أخ الملك سلمان الوحيد الباقي على قيد الحياة من أصل سبعة أخوة هم أبناء الملك عبد العزيز آل سعود من زوجته حصة بنت أحمد السديري. وشكل الإخوة السديريون كتلة قوية بين عشرات من أبناء الملك عبد العزيز الآخرين وخلف بعضهم بعضاً على عرش المملكة.

شغل الأمير أحمد منصب نائب وزير الداخلية لعدة عقود ثم منصب وزير الداخلية لفترة وجيزة في عام 2012 وأمضى السنوات الست الماضية متقاعداً يزور لندن بانتظام. وعلى الرغم من مكانته البارزة، إلا أن الأمير أحمد كان قد أرجأ عودته إلى السعودية مراراً خشية أن يتم وضعه قيد الإقامة الجبرية، على حد قول أشخاص مقربين منه كما نقلت “نيويورك تايمز”.

وبدأ كل شيء في شتنبر 2018 حين كان الأمير أحمد في لندن وواجهه متظاهرون يهتفون ضد العائلة المالكة السعودية بسبب الحرب في اليمن. رد الأمير على الهاتفين الغاضبين بأن “لا علاقة لكل آل سعود” بما يحصل وبأن المسؤولين هم بعض الأفراد من العائلة المالكة وذكر ولي العهد محمد بن سلمان. وأضاف “أتمنى أن ينتهي الوضع سواء في اليمن أو في أي مكان آخر اليوم قبل الغد”. لكنه سرعان ما أوضح أن تعليقاته أسيء تفسيرها.

ولم يتضح بعد ما إذا ما كان يشعر بالأمان فعلاً بعد عودته. وقال أشخاص مطلعون على رحلاته إن الأمير أحمد هبط في السعودية حوالي الساعة الواحدة والنصف من صباح الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 وكان ولي العهد محمد بن سلمان في استقباله في المطار دون أي تغطية إعلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *