حوادث

ابتزاز وتهديد بالقتل..تفاصيل كابوس حقيقي عاشه طالب من گلميم بأوكرانيا

لايزال الطالب المغربي بمدينة خاركوف الأكرانية سهيل صبيو المنحدر من مدينة گلميم ينتظر جوابا شافيا على رسالته المستعجلة إلى سفير المغرب بكييفـ والتي يناشده فيها التدخل لحمايته من عصابة محترفة اختطفته وحاولت ابتزاز عائلته وتهديده بالقتل.

وتأتي ملابسات هذه الحادثة الشبيهة بأفلام الرعب، عندما تفاجأ الطالب المشتكي يوم الخميس  6 دجنبر 2018 على الساعة السادسة والنصف مساء، حين كان عائدا إلى مسكنه الكائن ب   Космонавтов 5Б”كوسمونافتوف 5ب”، بمعية صديقه المغربي أ- ع، بسبعة أشخاص غرباء لا تربطته بهم أية صلة، هاجموهما بشكل عنيف، وتسترسل شكاية “صبيو” مشيرة إلى أن هذه المجموعة أدخلت الطالبين بقوة إلى المنزل، مدعين أنهم رجال شرطة بزي مدني ليشرعوا ببعثرة الأثاث وتفتيش الدواليب، وعندما لم يعثروا على ما يبحثون عنه، قال الطالب المغربي: “أجبروني على الاتصال بعائلتي بالمغرب وطلبوا منهم مبلغ فدية 5000 دولار أو نلقى مصيرا مجهولا إما السجن أو الإخفاء القصري – وخوفا على مصيرنا اتصلت أمامهم-  وهم يقومون بتسجيل المكالمة بهواتفهم حيث طلبت من عائلتي إرسال المبلغ المذكور أعلاه، قبل حلول الساعة التاسعة من صباح الغد”.

وأضاف صبيو:” وبعد ذلك سحبوا منا هواتفنا النقالة و تكفل أحدهم بسياقة سيارتنا حيث وضعونا في المقاعد الخلفية، وأحكموا علينا غلق الأبواب الخلفية بحيث لا يمكن فتحها من الداخل، و اقتادونا  إلى مكان مجهول بضواحي المدينة (علمت بعدها أنه يسمى حي خي تي زيХТЗ  المعروف بالنشاط الإجرامي) حيث تم احتجازنا بمرآب للسيارات تحت تهديد السلاح الناري، وتفرغ لحراستنا شخصان من المجموعة و انصرف الآخرون إلى وجهة غير معروفة بعد تأكيدهم أنهم سيعودون على الساعة التاسعة صباحا لاستلام مبلغ الفدية مقابل إطلاق سراحنا”.

وتابع الطالب المشتكي قائلا:”بعد ساعات طوال،خرج الشخصان المكلفان بحراستنا للمشي بجانب السيارة وهما يتحدثان مع بعضهما في الخارج، وتمكنا من إخراج هاتف ثالث كان بسيارتنا تعود ملكيته لزوجة صديقي، بواسطته قمنا بإرسال نداءات استغاثة لبعض معارفنا بالمدينة بعدما حددنا موقعنا عن طريق تطبيق ”الفايبر-viber”،مما مكن أحد الأصدقاء من التقاط النداء والاتصال برجال الشرطة الذين حضروا للمكان المحدد عن طريق GPS  وبالفعل باغتوا المختطفين حيث تمكنوا من اعتقال أحدهما غير أن الثاني لاذ بالفرار، وقد تبين بعد ذلك أنهم ليسوا من عناصر الشرطة كما أوهمونا في البداية، حيث اقتادونا إلى مخفر الشرطة للاستماع لأقوالنا في محاضر قضائية… بعدها قمنا بإطلاع عائلتينا بالمستجدات و طمأنتهما علي أحوالنا و سلامتنا مما كان يعده لنا المختطفون من مصير مجهول لا قدر الله، و بعد انتهاء الإجراءات بمخفر الشرطة المسمىШевченківський   відділ поліції    الكائن  Толбухина, 103  بخاركوف انصرفنا إلى حال سبيلنا”.

 وفي تطور تصاعدي للأحداث، قال الطالب المغربي الذي يدرس بالسنة الأولى بشعبة هندسة المعدات الطبية بجامعة راديو إلكترونيك الدولية بخاركوف: “اتصل بنا في اليوم الموالي المسمى نوفل- ب بصفته متعاقدا مع المعهد الذي أدرس فيه، وطلب منا بشكل يدعو إلى الريبة أنه قد اتصل به أصدقاء المجرم المعتقل وطلبوا منه الاتصال بنا للضغط علينا من أجل الحضور لمخفر الشرطة وتغيير أقوالنا وتوقيع تنازل لفائدة الجاني عوض توسيع البحث للكشف عن بقية أفراد العصابة”، وقد استطاع نوفل -ب إقناع صديقي بإمضاء تنازل لفائدة المعتقل الوحيد ومن المحتمل أن يكون قد غير بعض عناصر إفادته، بينما أنا بقيت متشبثا بأقوالي و إصراري على أن تأخذ العدالة مجراها في حق من اختطفنا و احتجزنا و طالب عائلتي بالفدية مقابل إطلاق سراحنا، ما تسبب لعائلتي في معاناة كبيرة حيث عاشت ليلة مأساوية حتى الصباح تتخبط في حيرة بين البحث في جميع الاتجاهات عن مبلغ الفدية، يضيف “صبيو”.

وتابع المشتكي في رسالته للسفير المغربي، تتوفر “مشاهد” على نسخة منها،” لقد أصبح مصير دراستي في أوكرانيا في مهب الريح حيث آثرنا مبدأ سلامتي أنا وأخي إسماعيل صبيو، الذي يدرس في السنة الثانية تخصص صيدلة بنفس المدينة، على استمرار في العيش هنا لأجل متابعة الدراسة وقد بدأ حلمنا ينهار أمام أعيننا، ونحن نهم بمغادرة هذا البلد خوفا على أنفسنا بعد التهديدات التي وصلتنا عن طريق المتعاقد نوفل- ب وتخويفي بسوء العاقبة إن لم أقدم التنازل و أغير تصريحاتي الأولية.. كما أن أخي اسماعيل صبيو كان موضوع سؤال من طرف المجرمين عند مداهمتهم لنا، مما يدل على أنهم كانوا يراقبوننا ويترصدوننا”.

وناشد الطالب المغربي الذي عاش كابوسا حقيقيا سفير المغرب بأوكرانيا التدخل من أجل أن تأخذ العدالة مجراها في هذا الملف وحمايته من أي مكروه قد يصيبه جراء بقاء أغلب الجناة أحرارا وهم على علم تام بمكان دراسته و سكنه، ملتمسا تمكينه رفقة أخيه من سحب شواهد الباكلوريا المودعة لدى المعهد في حالة أن قررا عدم العودة لهذا البلد مخافة الاعتداء عليهما مرة أخرى و تعريض حياتهما للخطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *