جهويات

2018.. جاذبية الداخلة تحولها إلى قبلة لوفود أجنبية كثيرة

خلال سنة 2018، تحولت مدينة الداخلة، إحدى الأماكن الأكثر جاذبية في الجنوب المغربي، إلى قبلة لوفود أجنبية تسعى إلى استكشاف المؤهلات الطبيعية والاقتصادية والثقافية للمنطقة، والاطلاع على فرص التعاون والاستثمار التي تزخر بها.

وشكلت هذه الزيارات الميدانية المتعددة لوفود تنتمي إلى الولايات المتحدة وكندا وأمريكا الوسطى قيمة مضافة لكونها تأتي في سياق خاص يتميز بسيرورة إيجابية انخرط فيها المغرب داخل أقاليمه الجنوبية وفي مجالات مختلفة، تم تعزيزها بإطلاق مسلسل الجهوية المتقدمة في ظل دستور 2011.

كما تتزامن هذه الزيارات مع الجهود المبذولة لتنفيذ “النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية للمملكة”، الذي يعد آلية مثلى لتسريع تنزيل الجهوية المتقدمة بجهات الصحراء المغربية، حيث مكن هذا النموذج من فتح آفاق تنموية واعدة لما يتضمنه من رؤية استراتيجية وتصورات كفيلة بإحداث تحولات اقتصادية عميقة بالمنطقة.

وهكذا، قام وفد من الجمعية الأمريكية للأعضاء السابقين في الكونغرس، بزيارة إلى المدينة، بهدف الاطلاع على ما تشهده جهة الداخلة – وادي الذهب من تطور في عدد من القطاعات الاقتصادية، ومناقشة آفاق التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وعقد الوفد الأمريكي، الذي كان في زيارة عمل إلى المغرب (من 9 إلى 15 شتنبر الماضي)، لقاء مع المنتخبين ومنظمات من المجتمع المدني بالجهة، تم خلاله استعراض المؤهلات الاقتصادية للمنطقة التي جعلت منها وجهة هامة للمستثمرين، لاسيما في مجال الصيد البحري الذي يعد قطاعا رائدا بالمنطقة، يليه قطاعا الفلاحة والسياحة. وتم، خلال هذا اللقاء، إبراز النموذج التنموي الجديد بالأقاليم الجنوبية للمملكة كمساهم أساسي ودعامة مهمة لخلق مناخ استثماري سليم لجذب رؤوس الأموال، كما جرى استعراض ما تزخر به جهة الداخلة – وادي الذهب من بنيات تحتية أساسية (كالميناء والمطار والربط بالشبكة الوطنية للكهرباء).

وعبر أعضاء الوفد الأمريكي، خلال هذا اللقاء، عن إعجابهم بقوة مؤشر التنمية في الجهة والذي يتجاوز 17 في المئة، معتبرين أن ذلك يعكس متانة الآفاق التنموية والتطور الاقتصادي المحلي بالجهة، التي تعرف تطورا كبيرا في قطاع الأنشطة الرئيسية.

وأكدوا أن الجهة تتميز بمناخ من الأمن والاستقرار، وهما عاملان أساسيان في جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال، كما لمسوا خلال هذه الزيارة تطورا اقتصاديا وتنمويا وعمرانيا بالمنطقة، من شأنه تثمين وتطوير المعيش اليومي للساكنة المحلية.

كما قام وفد من الدبلوماسيين المعتمدين بالمغرب، في 17 شتنبر الماضي، بزيارة لجهة الداخلة – وادي الذهب، من أجل الاطلاع عن قرب على الدينامية التنموية التي تشهدها الجهة في عدد من المجالات، والطفرة الاقتصادية وعامل الأمن والاستقرار الذي تنعم به هذه المنطقة.

وعقد الوفد الدبلوماسي، الذي ضم مستشارين وممثلين لسفارات ألمانيا وإيطاليا وكندا وبريطانيا وهولندا والولايات المتحدة وسويسرا، لقاء مع عدد من ممثلي المجالس الجهوية والمحلية المنتخبة بجهة الداخلة – وادي الذهب، تم خلاله الوقوف على ما تشهده الجهة من تطور في عدد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

وتم، خلال هذا اللقاء، إطلاع الوفد الدبلوماسي على أبرز المؤهلات الطبيعية والاقتصادية وفرص الاستثمار التي تتيحها الجهة، مع تسليط الضوء على الطفرة النوعية التي عرفتها المنطقة منذ استرجاعها إلى حظيرة الوطن، والتأكيد على الجهود المبذولة من أجل خلق مناخ اقتصادي ملائم لجذب الاستثمارات.

من جانبه، عبر الوفد الدبلوماسي عن إعجابه بالتطور المهم الذي عرفته الجهة، لاسيما على مستوى البنيات التحتية والمشاريع السوسيو اقتصادية، منوها في الوقت ذاته بمسار التنمية في المنطقة والذي يظل أمرا ملموسا على أكثر من صعيد، فضلا عن أنه يعكس التطور السريع والنقلة النوعية التي تمر منها الجهة في مختلف المجالات.

على صعيد آخر، قام وفد يمثل برلمان أمريكا الوسطى، في 19 أكتوبر الماضي، بزيارة إلى مدينة الداخلة، بهدف الاطلاع على المؤهلات الاقتصادية وفرص الاستثمار بجهة الداخلة – وادي الذهب، والوقوف على أهم الإنجازات التي تحققت بالمنطقة، والاطلاع على مستويات التطور التي تعرفه في مختلف المجالات.

وحسب رئيس برلمان أمريكا الوسطى، السيد طوني رافول تيخادا، فقد شكل اللقاء مناسبة سانحة لإبراز مؤهلات الاستثمار في الجهة من موارد طبيعية وبشرية، كما كانت لأعضاء الوفد تساؤلات حول مستوى التنمية الذي تعرفه الجهة وكذا شروط الاستثمار ومقتضيات النظام الضريبي والتسهيلات الإدارية الممنوحة. وتم، خلال هذا اللقاء، التأكيد على أهمية المقترح المغربي للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة كإطار لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، كما تم تسليط الضوء على النموذج التنموي الجديد في تلك الأقاليم، والذي يطمح إلى تحويلها إلى مراكز وأقطاب اقتصادية كبرى.

وعبر باقي أعضاء وفد برلمان أمريكا الوسطى، الذين قاموا بزيارة تفقدية لميناء الداخلة والمتحف الصحراوي والمكتبة الوسائطية ووحدات فلاحية ومواقع سياحية بالمنطقة، عن إعجابهم بقوة مؤشر التنمية بالداخلة، مؤكدين أن ذلك يعكس حجم التطور الاقتصادي في منطقة تشهد دينامية اقتصادية مهمة في مختلف المجالات.

وأشادوا بأجواء الأمن والاستقرار بالمنطقة، باعتبارهما عاملين أساسيين في جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال، مؤكدين أنهم وقفوا خلال هذه الزيارة على مدى التطور الاقتصادي التنموي والعمراني بالمنطقة ودوره المهم في تحسين المعيش اليومي للساكنة المحلية.

كما قام وفد اقتصادي كندي بزيارة إلى الداخلة، خلال الفترة ما بين 27 أكتوبر وفاتح نونبر الماضيين، اطلع خلالها على فرص التعاون والاستثمار ومقومات التنمية بجهة الداخلة – وادي الذهب، والتطور الملموس الذي شهدته في عدد من القطاعات الاقتصادية.

وأكد الوفد، الذي ضم منتخبين ومستثمرين وفاعلين اقتصاديين، عزمه العمل على تعزيز الإشعاع الدولي الذي اكتسبته جهة الداخلة – وادي الذهب في عدد من المجالات، مشددا على أن الجهة لها من المؤهلات الاقتصادية والطبيعية والبشرية، ما يجعلها وجهة هامة بالنسبة للمستثمرين الكنديين، وذلك في إطار شراكة مستقبلية “رابح – رابح” بين الجانبين.

وأشار إلى أن الزيارة شكلت مناسبة سانحة للانفتاح على آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي مع جهة الداخلة – وادي الذهب، لاسيما في قطاعات السياحة والفلاحة والصيد البحري والطاقات المتجددة والتعدين، مشددا على أهمية عاملي الأمن والاستقرار اللذين تتمتع بهما الجهة، وكذا تطور بنياتها التحتية الأساسية، في جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال. وتوجت هذه الزيارة بالتوقيع على اتفاقية – إطار للشراكة والتعاون بين الجماعة الترابية للداخلة ومدينة مالارتيك الكندية، ترتكز حول إرساء تعاون ثنائي لتنمية المهارات والقدرات والتكوين في مجال الإدارة العمومية وتخطيط المدن ودعم البنيات التحتية الحضرية والنهوض بالقطاع الاقتصادي والاستثمارات، وتطوير وترويج الأنشطة الرياضية والفنية.

كما تعززت العلاقات الثنائية بتوقيع مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب على مذكرة تفاهم وتعاون مع شركة التنمية الاقتصادية بمالارتيك (كندا)، تهم دعم الجهود الرامية إلى النهوض بالتنمية الاقتصادية للجهة، من خلال خطة عمل لتطوير وتنفيذ استراتيجية للتنمية الاقتصادية الجهوية، على أن تمنح الأولوية للقطاع السياحي الذي يدمج جميع قطاعات التنمية بالجهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *