آخر ساعة

محمد أبودرار .. من جبال أيت بعمران إلى رئاسة ثاني قوة برلمانية بالمملكة

لم يكن محمد أبودرار، الذي أطلق صرخته الأولى في جبال أيت باعمران، بدايات سبعينات القرن الماضي، يعتقد أن اهتماماته السياسية ستقوده إلى رئاسة ثاني قوة برلمانية بالمملكة، وقيادة الذراع البرلماني لحزب قيل عنه الكثير وأثار الكثير من الجدل بدء بكونه حزب صديق الملك، ووصولا إلى كونه حزبا مدعوما من جهات عليا لإدارة الشأن العام في أخر نزال انتخابي عرفه المغرب .
الكاريزما القيادية ، ومستواه السياسي والمعرفي العاليين ، إضافة إلى جرأته الترافعية ، صفات كان لها الدور الأساسي ليتم اختياره من طرف مكونات الحزب لتقلد مسؤولية قيادة ترسانة من الأوزان الثقيلة بفريق البام ..
القيادة الحزبية وهي تدفع بأبودرار للواجهة تضع صوب عينها رفع إيقاع الفريق النيابي ، عبر تقديم وجه جديد ( نظيف ) بلغة أهل السياسة ، في محاولة لتحسين ما بات يسمى لدى البامييم بأزمة الصورة …
اجتهاد وتفانِ حضي باحترام الخصوم الألداء قبل الأصدقاء الأعزاء، .. “سأفاجئكم بالقول أن محمد أبودرار رغم اختلافي الكبير معه ومع حزبه (…)، إلا أنه كان أحسن أداء وأكثر حضورا مركزيا ومحليا”، لم يكن صاحب هذا الكلام، سوى البرلماني السابق بسيدي إفني عن حزب “البيجيدي”، محمد عصام، الذي أطاح به أبودرار خلال تلك الانتخابات البرلمانية.


محمد أبودرار، رجل الأعمال ، ذو المستوى الدراسي الجامعي ، ولج العمل السياسي عبر بوابة الانتخابات الجزئية بسيدي افني قبل خمس سنوات سائقا جرار “الأصالة والمعاصرة”، مايسترو التنظيم الحزبي بإقليم سيدي إفني، دبّر ضمان تمثيلية الحزب في البرلمان لولايتين متتاليتين كأول حزب في تاريخ الإقليم ، إضافة لنتائج مهمة جماعية و جهوية بوأت “البام” رتبة متقدمة بجهة كلميم وادنون.
وُصِف بكونه رجل التوازنات، من خلال تموقعه داخل الصراع الدائر بمجلس جهة فريدة، ولعل محاولاته المتكررة لتدليل العقبات والتقريب بين وجهات النظر داخل المجلس، سببا مباشرا ليكسب تعاطفا واحتراما من الجانبين.
رجل تواصُل بإمتياز .. فبالمقارنة مع عدد من النخب الحزبية ب”الأصالة والمعاصرة”، يُعتبر محمد أبودرار، من بين القلائل، الذين يتواصلون بشكل مستمر، سواء من خلال تناول وسائل الإعلام لأنشطته، بعيدا عن بروباغندا إعلامية مائعة، أو تواصله عبر حسابه الخاص على الفايسبوك ، بتلقائية وبساطة دون مركبات نقص أو تصنع، عبر أسلوب يخفي بين طياته موهبة ابودرار الكاتب .
كان لتواري عدد من الوجوه البامية إلى الخلف، لأسباب متشعبة، بعد أن ملأت الدنيا ضجيجا، دور كبير في بروز زعامات جديدة …
في بروز ابودرار…في حزب مافتئ يشكو من تجديد النخب وليس ترميم الصنم.
كثيرا ما يُعامل خصومه الألداء، بدهاء رجل الاقتصاد في السياسة ولسان حاله في كل “عراك سياسي”، قد تتكسر الأجنحة ولكن ستبقى لي مخالب “.
أحرج الوزراء في البرلمان، حيث لطالما طرح أسئلة تضاهي براميل البارود، بصراحة مؤدبة، لدرجة أن محمد أبودرار، تربع على قائمة البرلمانيين الأكثر مساءلة للحكومة، حيث احتل المرتبة الثالثة، وفق دراسة تقييمية تم تعميمها من طرف إدارة مجلس النواب، من حيث عدد الأسئلة المطروحة على طاولة الحكومة وبتدخلاته المركزية والفرعية ومساءلته للحكومة عبر أسئلة شفوية،
تفوق كما وكيفا على فرق أحزاب حكومية ومعارضة تولي عناية كبرى لاستثمار الواجهة البرلمانية في الدعاية لمشروعها الانتخابي.
مقربون من ابودرار يدركون أن طموح الرجل بدون حدود ،ولن تكون رئاسة الفريق إلا بداية مسيرة الألف ميل في درب مساره السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *