ثقافة وفن

الرشيدية: باحثون يدعون إلى حماية وتثمين الممتلكات الثقافية بدرعة -تافيلالت

دعا المشاركون في لقاء نظمته المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بجهة درعة-تافيلالت، مساء أمس السبت بالرشيدية، إلى حماية الممتلكات الثقافية بالجهة وتثمينها.
وأكد ثلة من الأساتذة الباحثين والمختصين في ميدان التحافة، خلال هذا اللقاء، على ضرورة البحث عن السبل الكفيلة بحماية هذه الممتلكات وتثمينها كي تضطلع بأدوارها التنموية المنوطة بها.
وفي هذا السياق، أبرز محمد لزهر ، أستاذ باحث بجامعة ابن زهر بأكادير، الدور الهام الذي تضطلع به المتاحف في الحفاظ على الممتلكات الثقافية وحمايتها وتثمينها، بالنظر إلى الإكراهات العديدة التي تواجهها بسبب مجموعة من العوامل الطبيعية والإنسانية إضافة إلى التغيرات الاجتماعية والثقافية.
وقال إن المتاحف، سواء كانت عمومية أو خاصة أو أثرية أو إثنوغرافية، تضطلع بدور هام وأساسي في حماية وتثمين التراث الثقافي المادي وغير المادي، من خلال مساهمتها في تجميع التحف وحمايتها وعرضها، إضافة إلى اضطلاعها بمجموعة من الوظائف التعليمية والتربوية والترفيهية والسياحية.
وتوقف الأستاذ لزهر عند أبرز الممتلكات الثقافية التي تزخر بها جهة درعة-تافيلالت، المتمثلة في القصور والقصبات والتراث المعماري الواحي، وكذا المواقع الأثرية والتراث الحرفي والأدوات الإثنوغرافية للحياة اليومية، إضافة إلى اللباس التقليدي والحلي التي تستعمل للزينة.
وقدم ، في السياق ذاته، تعريفا للممتلكات الثقافية التي يقصد بها الممتلكات المنقولة أو الثابتة كالمباني المعمارية أو الفنية أو التاريخية، والأماكن الأثرية والتحف الفنية، والمخطوطات والكتب الأخرى ذات القيمة الفنية، أو المباني المخصصة لحماية وعرض الممتلكات الثقافية المنقولة كالمتاحف ودور الكتب الكبرى ومخازن المحفوظات، وكذا المخازن المعدة لوقاية الممتلكات الثقافية المنقولة.
واستعرض، من جهة أخرى، عددا من الاتفاقيات الدولية التي تعنى بحماية الممتلكات الثقافية كاتفاقية حماية التراث الثقافي في حالة نزاع مسلح التي اعتمدت في لاهاي (هولندا) سنة 1954، واتفاقية اليونيسكو لسنة 1970 بشأن الوسائل التي تستخدم لحظر ومنع استيراد ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة.
من جهتها، أبرزت كوثر هرار، باحثة في التحافة، في مداخلة بعنوان “المتاحف الواحية” أن المتاحف تنقسم لثلاثة أقسام تتمثل في المتاحف العامة والمتاحف الخاصة، فضلا عن المتاحف التابعة لعدد من المؤسسات والإدارات العمومية.
وأضافت أن جل المتاحف أنشئت في فترة الحماية، لكنه ابتداء من سنة 1990 تم إنشاء عشرات المتاحف الواحية في عدد من مناطق المغرب بمبادرة، على الخصوص، من فاعلين خواص.
وتوقفت ، في هذا السياق، عند عدد من المتاحف الواحية المتميزة بالمغرب كمتحف للاميمونة المتواجد على بعد 8 كيلومترات من مدينة تنجداد، الذي تم إنجازه سنة 2002 بمبادرة من أحد الفاعلين الخواص، إضافة إلى متاحف (البقيع) و(تايوغا) و(تيزكي).
وأوضحت الباحثة أن متحف للاميمونة يتضمن عدة أجنحة تسلط الضوء على مظاهر الحياة اليومية للرحل والفلاحة والماء والفنون والمهن والخيل والموسيقى، ومظاهر الاحتفال والترفيه، فضلا عن إبرازه لمظاهر الهوية والتغيرات السوسيو-اقتصادية التي عرفتها الواحات على مر السنين.
كما تم التأكيد خلال هذا اللقاء، الذي أداره جمال البوقعة، مفتش المباني التاريخية والمواقع بجهة درعة -تافيلالت، وحضرته فعاليات مهتمة بالشأن الثقافي بجهة درعة -تافيلالت، على الدور الهام الذي تضطلع به مراكز التعريف بالتراث باعتبارها فضاءات للوساطة الثقافية تساهم، إلى جانب المؤسسات الأخرى، في الدينامية الثقافية والتراثية.
وشكل هذا اللقاء، المنظم في إطار تخليد اليوم العالمي للمتاحف، الذي يصادف 18 ماي من كل سنة، فرصة للتعريف بالممتلكات الثقافية المنقولة التي تميز جهة درعة-تافيلالت وإبراز القيم التي تكتسيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *