أكدت رئيسة مصلحة أمراض الأيض والغدد الصماء بوزارة الصحة، فاطمة الزهراء الموزوني، أمس الخميس بالرباط، أن الوقاية من داء السكري مهمة للحد من المضاعفات وتأخيرها، وكذا للتخفيف من كلفته المالية.
وقالت المسؤولة في مداخلة لها خلال يوم دراسي نظمته “جمعية السكري وقاية وتكفل” بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري، إن “الوزارة واعية بالعبء المادي وغير المادي على الشخص المصاب بالسكري وأسرته والنظام الصحي”، مشددة على أهمية الكشف المبكر من أجل ضمان تكفل أفضل والوقاية من المضاعفات المرتبطة بهذا المرض. وأوضحت أن مرض السكري يعد أحد أولويات وزارة الصحة “مخطط الصحة 2025″، حيث تم وضع استراتيجية تتمحور حول الوقاية من هذا المرض والتكفل بالمصابين به، من أجل الحد من المضاعفات ومعدل الوفيات الناجمة عنه.
وأبرزت أن هذه الاستراتيجية تهم تعزيز الوقاية الأولية، من خلال اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، والقيام بنشاط بدني وتجنب التدخين والكحول، وتحسين التكفل بمرضى السكري، وكذلك عبر ضمان المتابعة لفائدة الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الداء، خاصة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والمصابون بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وكذا النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعاني أحد أفراد أسرتهم من داء السكري. وأشارت المسؤولة إلى أن الوزارة تعمل أيضا من أجل تعزيز التواصل بشأن مرض السكري ومضاعفاته من خلال تنظيم حملات تحسيسية على المستوى المحلي والجهوي والوطني بالاعتماد على كبسولات، مبرزة أن 50 بالمائة من الأشخاص يجهلون إصابتهم بهذا المرض.
من جانبه، أوضح الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين وعضو “جمعية السكري وقاية وتكفل”، عبد الحكيم مرزوق، أن مرض السكري يزيد من انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية، مبرزا العوامل المؤدية للإصابة بهذه الأمراض أو التي تزيد من حدتها، وخاصة السن (50 عاما للرجال و 60 عاما بالنسبة للنساء)، والجنس (المرض يصيب الرجال أكثر من النساء) وعامل الوراثة. من جهتها، قالت الطبيبة بالمستشفى الجامعي ابن سينا كوثر الرفاعي، إن السمنة تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 10 بالمائة، وأن ثلاثة أرباع مرضى السكري يعانون من السمنة.
وفي حديثها عن “السكري والسمنة”، أكدت الدكتورة الرفاعي على أهمية النشاط البدني في الوقاية وعلاج مرضى السكري والسمنة.
من جهة أخرى، توقف جراح الأوعية الدموية، نبيل صدقي، عند مضاعفات مرض السكري على القدمين، مبرزا أن 10 بالمائة من مرضى السكري يتعرضون إلى التهابات على مستوى القدم يمكن أن تؤدي إلى البتر. وأبرز مجموعة من الاحتياطات الواجب اتباعها من قبل مرضى السكري لتجنب الالتهابات التي تصيب القدمين، ولاسيما قص الأظافر وعدم ترك القدمين في الماء لمدة طويلة وتنشيفها جيدا بعد الغسل.
ويهدف هذا اليوم الدراسي المنظم تحت شعار “لنتعاون جميعا للحد من مضاعفات القلب والشرايين عند المصاب بداء السكري” ، إلى رفع مستوى الوعي بأهمية الوقاية من العلامات المبكرة لمرض السكري ومضاعفاته، لفائدة أعضاء “جمعية السكري وقاية وتكفل” والأشخاص المصابين بداء السكري.