متابعات

منظمات دولية: ساكنة مخيمات تيندوف باتت “تريد فقط البقاء لليوم الموالي”

تعيش مخيمات تندوف ظروفا قاسية مع تدابير الإغلاق التي اعتمدتها السلطات الجزائرية والتي عهدت بتنفيذها للمجموعات العسكرية التابعة لقيادة البوليساريو، وتشكل هذه الوضعية مصدر قلق عدد من المنظمات الإنسانية التي تعتبر المخيمات سجنا كبيرا تنعدم فيه أدنى شروط العيش الكريم.
وفي هذا الصدد، أدانت مؤسسة “غلوبال أفريكا لاتينا”، التي تضم ائتلافا من المنظمات غير الحكومية من العديد من بلدان أمريكا اللاتينية، الحجر الدائم للساكنة المحتجزة من قبل قادة البوليساريو في مخيمات تندوف، وأبرزت أن “القبضة العسكرية في هذه المخيمات والتلاعب بالمساعدات الإنسانية الدولية تبقي السكان في حالة أسر دائم”.
ونبهت الهيئة إلى أن “الذعر واليأس السائد بين الساكنة المحتجزة في المخيمات، وخصوصا خلال ظرفية تفشي فيروس كورونا، يعكس عدم ثقتها بقادة البوليساريو ومعاناتها التي تتفاقم مع تفشي الوباء”، مشيرة إلى أن هاته الساكنة الصحراوية باتت “تريد فقط البقاء لليوم الموالي”.
وذكرت المؤسسة أن مصادر بتندوف كشفت أن الساكنة المحتجزة قلقة للغاية إزاء خطر ظهور بؤرة لتفشي الوباء على نطاق واسع في هذه المنطقة التي تخلت فيها الجزائر عن سلطاتها للبوليساريو.

وأضافت أن المصادر ذاتها قلقة إزاء استغلال هذه الجائحة من قبل قادة البوليساريو وأتباعهم، الذين يستغلون المساعدات الغذائية الإنسانية لمصلحتهم في الوقت الذي تجتاز فيه ساكنة المخيمات محنة، دون ماء ولا طعام، مشيرة، في هذا الصدد، إلى حالات بعض المصابين بفيروس كورونا “الذين يتم احتجازهم في غرف عزل ضيقة، في غياب الصرف الصحي واللوازم الضرورية لاحتياجاتهم اليومية”.
وتابعت المؤسسة أن المعتقلين السياسيين محرومون، بدورهم، من أي اتصال بأبنائهم أو أشقائهم أو أقاربهم أو أصدقائهم، ويكابدون التعذيب الجسدي والنفسي.
وأشارت إلى أن “الاعتقال والمحاكمة والإدانة والإعدام يبدو هو السيناريو الأساسي” الذي تتبعه ميليشيات البوليساريو للحفاظ على سيطرتها على الساكنة المحتجزة في المخيمات في غفلة من المجتمع الدولي.
واعتبرت “غلوبال أفريكا لاتينا” أن هذا الوضع تفاقم بسبب غياب المعدات الطبية لرعاية المرضى والكشف عن الإصابة بالفيروس، ناهيك عن نقص النظافة، وغياب الربط بشبكات مياه الشرب وأنظمة التطهير إلخ.
ومن منطلق انشغالها إزاء هذا الوضع المقلق، أدانت المؤسسة انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف من قبل الحركة الانفصالية المسلحة، البوليساريو، داعية المنتظم الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التدخل من أجل إنقاذ ساكنة “محرومة ومتروكة لمصيرها” في مواجهة جائحة  مدمرة.

وحثت المؤسسة الأمم المتحدة،لاسيما المفوضية السامية لحقوق الإنسان،ميشيل باشيليت،على التحقيق في معاناة الساكنة المستضعفة في تندوف، والتي تعاني من تسلط وطغيان البوليساريو ومحركيها“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *