تربية وتعليم

3 أسئلة لمدير أكاديمية التعليم بسوس

يبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لسوس ماسة، محمد جاي منصوري، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أهم ما يميز الدخول المدرسي الجديد 2020-2021، على صعيد عمالتي وأقاليم الجهة، لاسيما في الشق المتعلق منه بالصيغ التربوية المعتمدة ، وذلك في ظل تداعيات جائحة كورونا.

1 ـ ما هي الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها على مستوى المؤسسات التعليمية والإدارة التربوية مع انطلاقة الدخول المدرسي الجديد؟

عملت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة على اتخاذ مجموعة من القرارات الصارمة تروم الحفاظ على صحة التلميذات والتلاميذ، وكذا الأطر الإدارية والتربوية والتقنية بالمؤسسات التعليمية، ومنها ما يهم المقرات الإدارية بالأكاديمية والمديريات التابعة لها.

وتندرج هذه القرارات في إطار تنزيل توجيهات وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والسلطات الصحية المختصة والسلطات الترابية، الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كوفيد-19. وبهذا الخصوص لابد من التأكيد على أن استراتيجية الوزارة تنبني على ثلاثة أبعاد أساسية تتمثل فيما يلي:

أ :البعد التنظيمي ، حيث تم تشكيل لجن للقيادة على المستوى الجهوي والإقليمي والمحلي ، عهد إليها، بالتتبع الميداني المتواصل للمؤسسات التعليمية على مستوى التحاق التلاميذ، وظروف استقبالهم في إطار الاحترام التام لشروط السلامة الصحية الموصى بها.

كما تم تشكيل لجن لليقظة تسهر على التواصل الدائم مع المؤسسات التعليمية وكذا السلطات الصحية (المديرية الجهوية للصحة والمديريات الإقليمية) لرصد وتتبع وضعية الوباء بالبنيات التربوية ومحيطها قصد اقتراح الإجراءات الاستباقية المناسبة لكل الحالات والاحتمالات.

ب : البعد التواصلي : حيث تم العمل على إنتاج وسائط تواصلية (فيديوهات،ملصقات …) تحسس بخطورة الوباء والوسائل الكفيلة بتجنب الإصابة به والوقاية منه، بالإضافة إلى تنظيم لقاءات تواصلية مباشرة مع التلاميذ منذ يوم 7 شتنبر 2020 ، يؤطرها الأساتذة والأطر الإدارية العاملة بالمؤسسات التعليمية.

ج: البعد اللوجستيكي، ويهم تزويد المؤسسات التعليمية بوسائل التعقيم والنظافة وحث العاملين بها، وكذا التلاميذ على ارتداء الكمامات (بالنسبة للذين يتجاوز سنهم 11 سنة)، واحترام مسافة التباعد الجسدي (على الأقل 1 متر)، ناهيك عن ضرورة غسل اليدين، بالماء والصابون بانتظام ، وتفادي المصافحة، وتغطية الفم والأنف بالكوع أو بمنديل في حالة الكحة أو العطس، وتجنب تبادل الأدوات بينهم.

كما تم التقيد بمقتضيات المذكرة الوزارية 39-20 ، واعتماد أفواج لا يتعدى عدد التلاميذ بها 20 تلميذا(ة).

2 ـ ما هي الاختيارات/المقاربات البيداغوجية التي تم تبنيها من أجل انطلاقة موفقة للموسم الدراسي؟

لابد من التأكيد، قبل إعطاء توضيحات بهذا الخصوص، على المجهود الذي بذلته الوزارة منذ تفشي هذا الوباء، والإجراءات العملية والشجاعة التي اتخذتها لضمان حق التلاميذ في التعلم والتمدرس ، مع الحفاظ على صحتهم، وهو ما تطلب إعمال تفكير جماعي وذكاء مشترك لمختلف الفاعلين داخل المنظومة التربوية.

وقد أظهرت هذه الجائحة أن منظومتنا التربوية تزخر بطاقات خلاقة، وبتملك حس وطني عالي، أبان عنه المنتسبون إلى هذه المنظومة، من مدبرين وأساتذة ومديرين ومفتشين وأطر مختلفة خلال فترة الحجر الصحي ، وإبان استحقاق امتحانات البكالوريا وأعادوا إبرازه خلال الدخول المدرسي الحالي.

وكما يعلم الجميع، وكما صرح الوزير بذلك، سيتم اعتماد ثلاث أنماط تربوية بحسب تطور الحالة الوبائية، حيث تم حصر هذه الأنماط في التعليم الحضوري الذي سيتم اعتماده كلما رجعت الوضعية الصحية إلى الوضعية شبه الطبيعية، في حين سيتم اعتماد نمط التعليم عن بعد كلما اشتدت خطورة الوباء وتطلب الأمر تعليق الدروس الحضورية.

وفي حال ما إذا كانت الوضعية الوبائية غير مقلقة، سيتم اعتماد نمط التعليم بالتناوب الذي يزاوج بين التعليم الحضوري والتعليم الذاتي بالمنازل، وهذا النمط يسمح باحترام زمن التعلمات كاملا دون نقص أو تقليص، مع توزيع زمن التعلم مناصفة بين التعليم الحضوري داخل الفصول الدراسية والتعليم الذاتي داخل البيوت.

وبهذا الخصوص، لابد من التأكيد على تدبير هذا النمط كباقي الأنماط الأخرى من طرف متخصصين ، من مفتشين ومدرسين، في الشأن التربوي والبيداغوجي، ومتمكنين من الأدوات الديداكتيكية والبيداغوجية الملائمة للتدريس، وإليهم يرجع أمر تحديد مضامين الدروس التي سيتم تقديمها حضوريا، وتلك التي تعتمد في إطار التعلم الذاتي.

وإذا كان من الطبيعي أن يتم تداول الشأن التربوي من قبل الجميع، متخصصين أو مواطنين عاديين وهو ما يعكس محورية المدرسة داخل المجتمع وأهميتها الكبيرة، فإن المنطق والإنصاف يقتضيان الاعتراف أن أهل الاختصاص هم الوحيدون المخول لهم بحكمة “المهنة والحرفة” التحدث في الأمور البيداغوجية الديداكتيكية التي تهتم بطريقة التدريس وساعات التدريس وأنماط التدريس، وهي مناسبة لدعوة الجميع إلى وضع الثقة في نساء ورجال التربية لاتخاذ ما يلزم من تدابير تربوية صرفة لإنجاح العملية التعليمية العلمية. .

3 ـ ما هي ، في تصورك، الإجراءات العملية الكفيلة بانخراط الجسم التربوي ، والتلامذة بشكل أفضل في هذه المقاربة البيداغوجية والتنظيمية الجديدة؟

من نافلة القول أن التدبير الجديد للشأن التربوي في ظل هذه الجائحة يكتسي طابعا جديدا غير معتاد عليه. وكما أن الوضع الاستثنائي يعالج بتدابير استثنائية، فإن على الجميع أن يدرك أن إشكالات اليوم لن تحل بتفكير الأمس، وأن إكراهات الحاضر تتطلب إبداع حلول تواكب التغييرات المتسارعة التي لا ترحم.

وكما أسلفت سابقا، فالمنظومة التربوية تزخر بالطاقات الوطنية التي ما فتئت ترفع التحديات، وهو ما يؤشر على انخراط الجسم التربوي خصوصا في ظل هذا الوضع الصعب والاستثنائي.

ولضمان الرهان وانخراط الأساتذة والتلاميذ في المقاربات البيداغوجية، يتم التركيز على اللقاءات التي ينظمها المفتشون ، والتي من خلالها يواكبون ويؤطرون الأساتذة في كل ما يتعلق بتدبير الإيقاعات الزمنية، والأنشطة الصفية، والعمليات البنائية خلال تقديم الدروس، أو تلك المتعلقة بالتثبيت والتقويم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *