جهويات

أكادير : عمال النظافة بمدينة الانبعاث دخل محدود وتغطية صحية منعدمة

فئات هشة تعيش في الهامش، أكثرهم لا يستطيع التحدث عن معاناته اليومية خوفا من ضياع لقمة العيش، أو إنزال عقوبات عليه لا طاقة له بها. يقهرهم تجاهل المسؤولين وعدم اكثرات المواطنين لعملهم الشاق،خاصة وأن غالبيتهم يلقي بالأزبال في الشارع غير آبه بهذه الفئة التي تكابد المحن في صمت مطبق.
كل يوم يستنشقون روائح كريهة وأجسادهم معرضة لمخاطر صحية وما يزيد من الطين بلة انعدام التغطية الصحية، زيادة على الأجور الزهيدة التي يتقاضونها مسجلين بهذا الغياب التام لأي مبادرة من قبل المسؤولين المنتخبين في تحسين وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية.
بين الأزقة وجدنا عاملا يجمع القمامة ،وكما كان متوقعا غالبيتهم فضلوا عدم ذكر اسمائهم وتصويرهم خوفا من العقوبات التأديبية أو الطرد من العمل.
في هذا الاطار،ذكر هذا العامل الذي يشتغل في جمع حاويات الأزبال لمدة تزيد عن 12 سنة ،أن أجرة العمال بجماعة أكادير لا تتجاوز 2000 درهم في الشهر مضيفا أنه يشتغل ثلاثة أشهر ويتوقف عن العمل 15 يوما دون تلقي أجر خلال هذه المدة،مشيرا في الوقت ذاته إلى غياب التأمين عن مخاطر الشغل والتغطية الصحية.
وأشار عامل النظافة الذي فضل عدم ذكر اسمه وهو منكب على جمع النفايات ورميها في الحاويات بيديه بدون قفازات، عن اشتغاله 34 سنة كعامل نظافة رغم سنوات الطوال التي قضاها في هذه المهنة يقوم كل ثلاثة اشهر بتجديد التزامه مع الجماعة بدون تقاعد ولا تغطية صحية.

أما بخصوص البدلة الرسمية الخاصة بالعمال فإنه لا يتم تغييرها ببدلة جديدة إلا بعد مضي أربع سنوات وهو ما لاحظته “مشاهد” مباشرة أثناء الحوار معهم، بدلة مهترئة ومقطعة وتفتقد لشروط الحماية الصحية.
و تطرق عامل نظافة آخر إلى غياب المرافق الصحية في مقرات العمل وعدم توفرها على الماء والكهرباء، وبالتالي غياب الاستحمام اليومي الذي تفرضه طبيعة العمل ،إضافة إلى انعدام استعمال معقمات خاصة تحمي صحتهم من الأوبئة.

وفي السياق ذاته،سجل مجموعة من عمال النظافة غياب حملات التلقيح الدورية للوقاية من الأمراض الناتجة عن طبيعة عملهم ، وكذلك غياب حق التقاعد المبكر وتغيير المصلحة مع الكبر في السن، والاستفادة من أربعة ألبسة وقائية تحمي الجسد من بقايا النفايات والبكتيريا والطفيليات، لكل من فصلي الربيع والصيف و فصلي الخريف والشتاء.

وقال أحد المتتبعين في مجال النظافة والبيئة إن الدول المتقدمة قطعت أشواطا كبرى في هذا المجال باعتبار النظافة مسؤولية الجميع والكل معني بقدر استهلاكه، حيث نجد حاويات مخصصة للكرطون والبلاستيك والزجاج، والسائق يتحكم في الحاوية وهو في مقعده وكل يومين تأتي شاحنة مخصصة لغسل المكان، معربا عن  أسفه الشديد لعدم اكثرات المسؤولين والمجتمع  بأهمية السلوك البيئي والحضاري في فرز النفايات المنزلية مسبقا قبل تصديرها إلى حاوية الازبال، وذلك في ظل غياب مبادرات طموحة و ذات أبعاد تنموية بيئية تهدف إلى رفع من مردودية القطاع وتحسينه وتنظيمه بجهة سوس ماسة وباقي جهات المملكة.
ويلتمس العمال من المسؤولين التفاتة إنسانية لوضعهم الاجتماعي ،كما طالبوا  بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والصحية ومنحهم حقوقهم الانسانية التي تحفظ كرامتهم .

وقال المتحدث إنه ينبغي تغيير العقليات السائدة حول عمال النظافة باعتبارهم حماة البيئة، وبدونهم تغرق المدن في الأزبال، فوظيفتهم في المجتمع أساسية ولا تقل عن باقي الوظائف الأخرى، لذلك وجب على جميع الفاعلين في الشأن المحلي تنمية هذا القطاع والدفاع عن حقوق هذه الفئات ، وتحسين وضعيتهم المادية والإدارية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *