جهويات

بوريطة:الجزائر طرف حقيقي في النزاع وفي خلقه واستمراره

دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم أمس بمدينة الداخلة، مجلس الأمن الدولي إلى تحديد المسؤول عن خرق وقف إطلاق النار وعرقلة المسلسل السياسي لحل النزاع حول الصحراء المغربية.

وأوضح، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزيرة الشؤون الخارجية والسنغاليين بالخارج عيساتا تال سال، عقب افتتاح قنصلية عامة للسنغال بالداخلة، أنه “ينبغي على مجلس الأمن أن يحدد، بكل موضوعية، من يخرق يوميا وقف إطلاق النار ومن أعلن عن خروجه عن وقف إطلاق النار. وبالمقابل من هو متشبث بوقف إطلاق النار (في إشارة للمغرب) وأعلن عن ذلك على أعلى مستوى، على لسان الملك محمد السادس”.

وشدد على أن “المغرب واضح في هذه المسألة، وليست الجزائر هي التي ستتحدث عن حقوق الإنسان.. ربما هي آخر من يتحدث عن حقوق الإنسان”، مضيفا أن “دور المينورسو واضح وهو مراقبة وقف إطلاق النار فقط… للأسف، تعاني المينورسو اليوم من التضييق على تحركاتها، وهنا يجب إزالة التناقض بشأن: من يعرقل عمل المينورسو؟ من يمنع المينورسو من مراقبة وقف إطلاق النار في شرق الجدار الأمني؟”.

وأشار بوريطة إلى أن “للجزائر موقف وتوجه، وهي طرف حقيقي في النزاع وفي خلقه واستمراره، وينبغي أن تتحمل المسؤولية عن حله على قدر مسؤوليتها في إحداث النزاع”، موضحا أن “المسلسل السياسي له محددات.. ومحدده الأساسي هو أن الطرف الحقيقي ينبغي أن يدافع عن نفسه في إطار المفاوضات وليس بإطلاق التصريحات”.

وأكد الوزير أن المغرب ليس ضد تعيين ممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة، موضحا أن المملكة كانت قد صادقت على الاقتراح الأخير في هذا الشأن. متسائلا عن الطرف الذي يعرقل مسار التعيين.

وتابع “يجب تحديد المسؤوليات وتحديد من يضطلع بدور بناء ومن يشتغل بجدية ومن تتسم مواقفه بالوضوح ، وبين من يتلاعب ويناور ويتناقض بين القول والفعل.. من يريد الأمم المتحدة ومن يحاول أن يقحم منظمات لا ترغب في ذلك في مسار أممي”، معتبرا أن “هذه التناقضات يجب أن تتوقف.. إذا كان الملف لدى الأمم المتحدة، فمن يحاول أن يقحم الاتحاد الإفريقي في هذا الملف؟”.

وأضاف “من يريد الجلوس لإيجاد حل في إطار الحكم الذاتي مرحبا به .. ومن لم يرد، فليستمر في هذه المغالطات والتناقضات”، مؤكدا أن “المغرب سيبقى متمسكا بوضوحه مع العمل الجدي لتأكيد مغربية الصحراء على أرض الواقع وبالفعل الدبلوماسي وليس بالأوهام والأكاذيب”.

وأشار إلى أنه “إذا تحلى الطرف الحقيقي، وهو الجزائر، بالجدية، فإن المغرب مستعد .. وإذا كان هذا وقت اللعب والمناورة، فإن المملكة ستستمر في مسارها لتأكيد مغربية الصحراء”. واليوم، مع الإعلان  عن افتتاح قنصليتين يرتفع عدد القنصليات العامة بالأقاليم الجنوبية إلى 21 قنصلية، مبرزا أن “مغربية الصحراء مسلسل يمضي قدما ولا رجعة فيه”.

وجدد التأكيد، بهذه المناسبة، على أن المغرب متشبث بوقف إطلاق النار، ولكنه سيرد بكل قوة على أي تهديد يستهدف أمنه وسلامته، مضيفا أن المملكة متشبثة بالمسلسل السياسي، وتواكب بشكل بناء الخطوات التي يتخذها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في هذا الإطار.

وخلص  ناصر بوريطة إلى أن المغرب يعتبر أن ما حققه، بقيادة الملك محمد السادس، من مكاسب على المستويين الميداني والدبلوماسي، “هي مكاسب يجب استثمارها من أجل الحل، ولهذا كانت المملكة دائما مع تسوية هذا النزاع في الإطار الوحيد الموجود وهو مبادرة الحكم الذاتي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *