مجتمع

الابتعاد عن السلبيات يساعد في استمرار العلاقات الجيدة

في بداية أي علاقة، لا يرى الشخص في شريكه سوى مميزاته وجوانبه الإيجابية، كما يسعى إلى إيجاد كل ما يتمناه في هذا الشخص.

ولكن تظهر المشكلة مع مرور الوقت، ونصل إلى ما يسمى بالكمالية السلبية، إذ يكون التركيز على ما قد يزعجنا في الآخر، وهو شيء رهيب، فلا نرى هذا الشخص -في حال أخطأـ سوى من منطلق هذا الخطأ.

وهذه الظاهرة منتشرة جداً بين الأزواج، إذ نُصدم عندما يخيب ظننا في الآخر أو يجرحنا أو يقوم بشيء سلبي، إذ أننا لم نفكر مطلقاً في إمكانية قيامه بذلك، لأننا نرى أن السعادة حتمية في العلاقة الزوجية، أو أننا يجب أن نظل دائماً سعداء بلا مشاكل.

في حال شعرتم أنكم وصلتم إلى هذه الحالة، أي تولد شعورٌ بأنكم لا تتحملون صفات معينة في شريككم، أو أقاربكم (أخواتكم، أو إخوانكم..)، وأي شخص في العموم، أن تحاولوا دمج هذه الصفات السلبية مع كل ما هو إيجابي في هذا الشخص.

وتقول كاميل روشي، أخصائية علم النفس، والمستشارة في العلاقات الزوجية، وعضوة الجمعية الفرنسية للعلاج الأسري: “عندما تدخلون في علاقة زوجية فهذا يعني أن هناك العديد من الأشياء التي تحبونها في الشريك، وربما تكون هناك النظرة الكمالية، ولكن القاعدة الثابتة هي أنكم تقدِّرون شيئاً ما في الآخر. فإذاً حاولوا دمج ما لا تحبونه الآن مع إيجابيات هذا الشخص”.

بمعنى ألا تروا فقط الجانب الأبيض والجيد، وهو ما يكون في بداية العلاقة، أو فقط الأسود أو السيئ، وهو ما يحدث الآن، وإنما الاثنين، وهو شيء مهم جداً، إذ يجب أن تنظروا للشخص ككل.
وتتابع روشي: “لست أبداً شخصاً سيئاً بل لدي أيضاً جوانب إيجابية كثيرة، لأنني لا أستطيع القول بأن هذا الشخص سيئ أو جيد، بل نحن بين الاثنين”.

لذا حاولوا عندما لا تحتملون صفةً ما في الشريك؛ إن كان يصدر مثلاً صوتاً عند الأكل ولا تتحملونه لأنه يصدره مراراً ولا يغير هذا السلوك، حاولوا أن تفكروا في شيء إيجابي في هذا الشخص.

صحيح أنه يصدر صوتاً عند الأكل، ولكن ليس هناك شيء يمكنكم فعله حيال ذلك، فكروا في الأشياء الإيجابية التي قام بها لأجلكم.

على سبيل المثال، إن شريككم قام بتجهيز كل الأوراق التي كنت في حاجة إليها، وهو الشيء الذي أراحك، أو مثلاً فاجأك مرةً بشيءٍ تحبه، أو أنك تعشق جانب الأبوة فيه، أو جانب الأمومة فيها، أو هو رائع أو رائعة في عملها، وتفتخر بكل الإنجازات التي قام/قامت بها.

هكذا ترون الشخص بكل جوانبه، إذ لا تركزون فقط على ما هو سلبي فيه، وإنما ترون الشخص بكل أبعاده، وكأنه كان لديكم معيار سلبي، وقمتم بإزالته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *