المغرب الكبير

الجزائر و فضيحة المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال

تلقت “صورة الجزائر” على صعيد القارة الإفريقية، السبت 3 ديسمبر، ضربة موجعة ممن كان يفترض فيهم أن يدافعوا عنها ويعملون على ترقية صورتها على الصعيد الدولي، بعد 15 عاما من جمع ملايير الدولارات عبر مشاريع الطلب العمومي.

وأمام ذهول تام وحقيقي لجميع الحاضرين لافتتاح المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال السبت 3 ديسمبر، ومنهم السلك الدبلوماسي العربي والإفريقي ووزيرة الخارجية الكينية التي كانت في القاعة، سارع الوزير الأول عبد المالك سلال وجميع أعضاء حكومته، إلى مغادرة قاعة المحاضرات بمركز المؤتمرات الدولي، بمجرد شروع رئيس منتدى المؤسسات علي حداد، حيث تحول التصرف إلى ما يشبه الفضيحة أمام بعض الأفارقة الذين تنقلوا إلى الجزائر.

وكان يفترض وفق البرنامج النهائي تدخل وزير الخارجية رمطان لعمامرة، عقب الوزير الاول عبد المالك سلال، ثم على حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات، ثم وزير التجارة بختي بلعياب، ولكن انسحاب الحكومة أصاب الجميع بالصدمة، وحول “المنتدى إلى ما يشبه الفضيحة”.

وقال مصدر مسؤول في تصريحات لـ”الجزائر اليوم”: “إن ما حصل في المنتدى لا يمكن أن يوصف إلا بالإهانة الكبيرة لصورة الجزائر”.

ووسط صدمة وذهول الجميع، حاول علي حداد بالكاد إلقاء ما يشبه كلمة في الوقت الذي واصل العشرات مغادرة القاعدة بعد انسحاب الحكومة.

وأضاف المصدر لا يمكن أن تكون مخرجات أشهرا طويلة من الضجيج الإعلامي وإنفاق ملايير الدينارات على التحضير وتوريط وزارة الشؤون الخارجية والحكومة برمتها في الانخراط في الترويج والتحضير للمنتدى، ثم يكون بهذا النوع من الهزال والرداءة وقلة الاحترافية وأكبر من ذلك إلحاق الضرر الكبير بصورة الجزائر التي تمر بظرف اقتصادي جد حساس.

صراع لعمامرة مساهل يخرج إلى العلن أيضا

وتساءل المتحدث، أين هو الانسجام بين وزراء الحكومة الذي كان يتحدث عنه الوزير الأول عبد المالك سلال، لقد ظهر جليا وخرج إلى العلن الصراع بين وزير الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة وزميله في وزارة الحكومة ووزارة الخارجية المكلف بالجامعة العربية والاتحاد الإفريقي مساهل عبد القادر، الذي وجد نفسه بعيدا عن التنظيم على الرغم من كونه واحد من خيرة الدبلوماسيين في الجزائر الذين يعرفون جيدا القارة الإفريقية ولهم من العلاقات مما يمكن من يقدم إضافة للمنتدى.

ومن سخرية الأقدار يقول أحد رؤساء المؤسسات الخاصة، أن الوزير الأول عبد المالك سلال، حضر في تونس يوم 29 نوفمبر الفارط مؤتمر “تونس 2020” الذي عرف نجاحا كبيرا في التنظيم على كل الأصعدة، سواء على مستوى الحضور أو المتدخلين أو الالتزامات المالية حيال المشاريع المقترحة من الحكومة التونسية.

حضور إفريقي ضعيف

قبل انفجار الخلاف بين حداد وسلال على الساعة الـ17 مساء السبت، وخروجه إلى العلن كانت الأمور تنبأ بفشل ذريع للمنتدى، من خلال جملة مؤشرات ومنها غياب للمسؤولين الأفارقة من الصف الأول، وغياب رئيس البنك الإفريقي للتنمية الذي اكتفى بإرسال نائبه مما ينبأ عن عدم احترام للجزائر التي تعتبر من أكبر المساهمين في رأس مال المؤسسة.

غياب مجمع سيفتال

تساءل أكثر من رئيس مؤسسة جزائرية وأجنبية ممن شاركوا في المنتدى، عن سر غياب مجمع سيفتال عن التظاهرة على الرغم من أنها أكبر مجموعة في الجزائر بعد سوناطراك والمجموعة الجزائرية الأكثر حضورا على الصعيد العالمي سواء في القارة الإفريقية أو في أمريكا اللاتينية، وهو التصرف الذي يبين أن منتدى رؤساء المؤسسات أصبح مجرد نادي للأصدقاء ليس لخدمة الاقتصاد الوطني وإنما لخدمة المصالح الضيقة على حساب المصالح العليا للبلاد، وهو ما يؤكد ما يتردد في الكواليس حول تحول المنتدى إلى حكومة موازية لا تتدخل في صلاحيات الحكومة فقط بل أصبحت تملي على الحكومة وعلى مؤسسات الدولة بعض الملفات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *