مجتمع

العمراني:خبرة المغرب لاتقتصر فقط على تفكيك ” الخطابات الجهادية”.. وإنما تقوم أيضا على اقتراح بدائل حديثة كتكوين الأئمة

دعا يوسف العمراني، المكلف بمهمة بالديوان الملكي، اليوم السبت بمراكش، إلى اعتماد تدبير منسجم وفعال لمسألة الهجرة.

وألح في تدخل له خلال جلسة حول موضوع ” إغراءات التطرف العنيف والهجرة ” نظمت في إطار “ملتقى محمد إبراهيم لنهاية الأسبوع حول الحكامة”، المنظم مابين 7 و 9 أبريل الجاري، على ضرورة الفهم الجيد لمسألة الهجرة من أجل تدبيرها على نحو منسجم وفعال، مع استحضار البعد الإنساني وتحقيق التنمية، وإرساء حوار سياسي دائم بين مختلف الفاعلين والأطراف المعنية، من ضمنها البلدان المصدرة والمستقبلة للمهاجرين.

وفي هذا السياق، أبرز االعمراني أن المغرب تبنى استراتيجية من أجل سياسة شاملة لقضايا الهجرة، تكتسي بعدا إنسانيا في فلسفتها وذات طابع شمولي في محتواها، ومسؤولة في إجراءاتها ورائدة على المستوى الإقليمي.

وأضاف أن المملكة، التي انتقلت من بلد للعبور إلى بلد استقبال، تمكنت من تدبير تدفقات الهجرة في إطار ينسجم مع احترام حقوق الإنسان من خلال، على الخصوص، تسهيل اندماج المهاجرين حتى يتمكنوا من الاستفادة من نفس الحقوق التي يتمتع بها المواطنون المغاربة.

وقال العمراني إن إفريقيا تزخر بمؤهلات بشرية، خاصة شبابها المتحلي بدينامية متميزة وطاقة خلاقة والمستعد للمشاركة في تدبير الرهانات التي تواجهها هذه القارة، مضيفا أن إفريقيا تتوفر أيضا على ثروة طبيعية كبيرة قادرة على تحقيق النمو والتقدم ، اللذين يعتبران أساسيان في تحقيق التنمية للجميع.

وشدد، في هذا الصدد، على أن إفريقيا لن تكون قوية ومتحدة بدون أمن، ونمو متقاسم وتضامن مستدام، مؤكدا أن الحكامة الجيدة والناجعة والمتلائمة مع الواقع الإفريقي، تعد السبيل الواجب اتباعه من أجل إفريقيا متطورة، تمضي نحو التقدم وقادرة على تلبية التطلعات الاقتصادية والاجتماعية لساكنتها.

وارتباطا بظاهرة الإرهاب، أكد العمراني على أن المغرب اعتمد دوما على مقاربة منسجمة في هذا المجال عبر ،على الخصوص، تعزيز المسلسل الديمقراطي، وتوسيع فضاءات الحرية وإرساء مناخ مواتي لمواجهة كافة التهديدات الإرهابية.

وأشار، من جهة أخرى، إلى أن المملكة تتميز، أيضا، بخبرتها في تفكيك “الخطاب الجهادي” من خلال سياسة احترازية تحت قيادة الملك محمد السادس، لا تقتصر فقط على تفكيك ” الخطابات الجهادية”، وإنما تقوم أيضا على اقتراح بدائل حديثة كتكوين الأئمة.

كما أبرز المتحدث أهمية تبني مقاربة حقيقية وشاملة لمحاربة هذه الظاهرة الكونية بتوظيف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن تعبئة المجتمع المدني.

وفي هذا الصدد، دعا العمراني إلى العمل سويا في سياق دولي لمحاربة التطرف والكراهية، معتبرا أن الانعزال والانطواء لم ينل من قيم العيش المشترك والحوار بين الأديان واحترام الآخر كيفما كانت معتقداته.

وقال إن نشر إسلام معتدل، في أصالته، هو أفضل طريقة للحد من نشر الأفكار المتطرفة والعنف، ومواجهة أولئك الذين يوظفون الدين لتبرير أعمالهم المشينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *